كان متوقعاً ان تتبنى دول الاتحاد الاوروبي بياناً يتضمن الاستعداد لپ"الاعتراف" بالدولة الفلسطينية "في الوقت الملائم" وطبقاً لمبادئ وشروط حددها في مشروع البيان الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه قبل اقراره. وكان ملفتاً ان يستبق رئيس الوزراء الاسرائيلي رويترز صدور البيان الاوروبي ببيان اصدره مكتبه واتهم فيه الاتحاد الاوروبي بپ"تعريض وجود اسرائيل للخطر بتأييده اقامة دولة فلسطينية". وقال بيان نتانياهو: "مما يدعو للأسف على وجه الخصوص ان اوروبا من بين العالم بأسره، حيث هلك ثلث الشعب اليهودي، ترى انه من المناسب محاولة فرض حل خطير على اسرائيل يعرض مصالحها للخطر". واضاف ان نتانياهو يرفض اي محاولة من جانب الاتحاد الاوروبي لفرض نتائج للمفاوضات مع الفلسطينيين على اسرائيل. في غضون ذلك، غزة أ ف ب، انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات امس الموقف الاميركي من "حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة"، معتبراً ان "الولاياتالمتحدة واليمين الاسرائيلي المتطرف" وحدهما من ينكر على الفلسطينيين هذا الحق. وأشار في تصريحات امس الى ان "غالبية المجتمع الاسرائيلي عموماً وحزب العمل الاسرائيلي خصوصاً اقرت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني". واضاف ان "موعد الرابع من ايار مايو هو موعد دولي حسب الاتفاقات ولا تستطيع الولاياتالمتحدة او غيرها من الدول الا الاقرار بوجود تبعات سياسية وقانونية مترتبة على هذا التاريخ". ودعا مشروع البيان الاوروبي الى "العودة المبكرة الى المفاوضات حول الوضعية النهائية في الاشهر المقبلة والاسراع فيها لئلا تطول الى ما لا نهاية"، معتبراً ان "من الممكن ان تنتهي المفاوضات خلال سنة تكون بمثابة الفترة الهدف"، ومعبّراً عن استعداده "لتسهيل عملية الانتهاء المبكر للمفاوضات". وأكد الاتحاد الاوروبي مجدداً "حق الفلسطينيين المستمر والقاطع في تقرير مصيرهم بما في ذلك خيار الدولة ويتطلع الى تلبية مبكرة لهذا الحق". ودعا "الاطراف الى العمل بنيّة طيّبة من اجل حل متفاوض عليه استناداً الى الاتفاقات القائمة من دون المساس بهذا الحق غير القابل لأي نقض". وعبّر الاتحاد الاوروبي عن اقتناعه بأن "انشاء دولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للحياة ومسالمة وسيّدة على اساس الاتفاقات القائمة وعبر التفاوض هو افضل ضمان لأمن اسرائيل وللقبول بها على ان تكون اسرائيل شريكاً على قدم المساواة في المنطقة". وأكد الاتحاد "استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الملائم طبقاً للمبادئ الاساسية المنصوص عليها اعلاه". وشدد على ضرورة "عودة الاطراف لتأكيد التزامها المبادئ الاساسية التي حددت عبر اطاري مدريد واوسلو" والى العمل على "التطبيق الكامل والفوري لاتفاقية واي ريفر" و"العدول عن اي نشاط من شأنه المساس بنتائج المفاوضات حول الوضعية النهائية، بما في ذلك انشاء المستعمرات المستوطنات والى مكافحة اي نوع من التحريض على العنف". الى ذلك، لعب المبعوث الاوروبي للشرق الاوسط السفير ميغيل موراتينوس دوراً اساسياً في المفاوضات بين الدول الاوروبية الپ15 وعبر اتصالات اجراها منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي بالمسؤولين في الولاياتالمتحدة ومع رئيس السلطة الفلسطينية والمسؤولين الاسرائيليين من اجل التوصل الى نص اوروبي موحد حول الدولة الفلسطينية. واتصلت "الحياة" بموراتينوس فقال: "اذا تبنى الاتحاد الاوروبي هذا النص اعتقد ان ذلك سيكون انتصاراً للسياسة الخارجية الاوروبية وانتصاراً لمسيرة السلام، لأنه اذا استجاب عرفات الى ندائنا لتأجيل اعلان الدولة الفلسطينية، فان النص يحدد فترة زمنية مدتها سنة لانهاء مفاوضات المرحلة النهائية وهذه رسالة واضحة للاسرائيليين والفلسطينيين وتعني ان عليهم ان يحرزوا نتيجة واضحة خلال فترة سنة، تبدأ في 4 ايار واعتبر ان هذا النص يشكل انتصاراً للتكامل بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في جهودهما من اجل مسيرة السلام.