يبدو ان السيد ياسر الزعاترة وجد لنفسه مهمة جديدة يكرس لها من الجهد والوقت ما يحسد عليه، او لا يحسد عليه، لا فرق. مهمته الجديدة هي التطاول على "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" فصار يرى الجبهة شبه عدو. ويمتد هذا التطاول على مساحة واسعة، تارة على الخط السياسي الذي بلورته الجبهة منذ مطلع السبعينات وتحول في نهايتها الى برنامج وطني لعموم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تبنته مجالسها الوطنية المتعاقبة حتى مطلع التسعينات، وتارة اخرى على مناضلي الجبهة وكفاحها وجهادها من اجل تحرير الوطن من الاحتلال والمحتلين والمستوطنين. لغة التطاول هذه لا تعرف الموضوعية والاتزان، كما في حال مقالتيه في عددي "الحياة" 26/2" و 18/3". ونحن في الجبهة الديموقراطية لسنا في حاجة الى من يذكرنا بحضورنا في صفوف شعبنا. وحتى نختصر المسافة على السيد الزعاترة فإننا نقترح عليه ان يتوجه بالسؤال الى قادة وكوادر حركة "حماس" في الوطن المحتل بعدوان 1967 حول حضور الجبهة ودورها الوطني، وان يتوجه بالسؤال حول آلاف الشهداء من ابناء الجبهة الديموقراطية الذين سقطوا في ساحات الدفاع عن الشعب والوطن على امتداد سنوات النضال. فقبل اسابيع قليلة ودعت الجبهة الديموقراطية الشهيدين ناصر عريقات ابو ديس وجهاد عياد سلوان في المواجهات مع قوات الاحتلال. وقبل ايام فقط كانت الجبهة الديموقراطية في قطاع غزة تستضيف في الذكرى الثلاثين لانطلاقتها، قادة حركة "حماس"، وكانت في الضفة الغربية تستضيف في الذكرى نفسها قادة حركة "حماس" في رام الله ونابلس، في مهرجانين شارك فيهما آلاف ضاقت بهم قاعة الشهيد سعد صايل في غزة وساحات الملعب البلدي في مدينة نابلس. وسمعنا وسمع آلاف المشاركين من قادة حركة "حماس" حديثاً مسؤولاً حول الجبهة ودورها الوطني بما في ذلك دورها في الدفاع عن قيادات وكوادر وعناصر حركة "حماس" في سجون السلطة الفلسطينية. لغة قادة "حماس"، الذين شاركوا الجبهة الديموقراطية احتفالاتها بالذكرى الثلاثين لانطلاقتها نقيض لغة السيد الزعاترة. ونحن نصدق الكلام المسؤول الذي نسمعه من قادة حركة "حماس"، ونترك السيد الزعاترة في موقع بعيد عن التعقل والموضوعية. * عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.