لندن - "الحياة"، رويترز - اقترب سعر خام القياس البريطاني "برنت" في سوق لندن صباح أمس من حاجز 14 دولاراً للبرميل في اليوم التالي لاتفاق دول من منظمة الدول المنتجة للنفط اوبك وخارجها على خفض الانتاج بنحو 2.1 مليون برميل يومياً. وسجل "برنت" في بورصة النفط الدولية للعقود الآجلة تسليم أيار مايو 13.94 دولار للبرميل، بزيادة 21 سنتاً على السعر في اواخر التعامل يوم الثلثاء، في ما يعتبر اعلى سعر يسجله "برنت" السنة الجارية. وقال محللون في السوق اللندنية أمس ان قرار "اوبك" النهائي بخفض الانتاج يوم الاول من أمس دليل على جدية كبار المنتجين تقليص الانتاج وسحب الفائض من المخزون النفطي في الاسواق والذي ادى العام الماضي والفترة الاولى من السنة الجارية الى انهيار خام "برنت" الى نحو عشرة دولارات للبرميل وهو ادنى مستوى منذ نحو 22 عاماً. وبلغ متوسط سعر "برنت" خلال السنة الجارية نحو 11.22 دولار للبرميل مقابل 13.34 دولار خلال العام الماضي بأكمله، علماً ان الفارق يعود الى ان سعر النفط بدأ تراجعه الحاد في الاشهر التالية من العام الماضي. وقال متعاملون ان بيانات السحب من المخزونات الاميركية دعمت سعر "برنت" أيضاً بعد ان أظهرت سحب كميات أكبر من المتوقع من البنزين والمشتقات الوسيطة. وأشار محللون الى ان الاسواق ستراقب في الفترة المقبلة التزام الدول الداخلة في اتفاق الخفض مستويات الانتاج الجديدة، اضافة الى متابعة الطلب على النفط خصوصاً في الدول الآسيوية التي قلصت وارداتها النفطية العام الماضي بسبب الازمة الاقتصادية التي كانت تمر بها المنطقة. ولم يستبعد عدد من المحللين ارتفاع سعر "برنت" الى 15 دولاراً على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع السعر الى ما بين 15 و17 دولاراً للبرميل بنهاية السنة الجارية اذا تحقق شرطا التزام الخفوضات وانتعاش الطلب الآسيوي. قال بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الاميركي ان خفض "اوبك" حجم انتاجها ليس افضل وسيلة لدعم استقرار اسعار النفط في السوق العالمية. واضاف في بيان يوم الاول من أمس: "اعتقد ان الاسلوب الافضل لايجاد طلب هو مساعدة الاقتصادات الآسيوية المتعثرة وخفض كلفة الانتاج". وقال ريتشاردسون ان الاسعار المنخفضة جيدة بصفة عامة للمستهلكين واقتصادات السوق، الا ان الدول المنتجة للنفط تاثرت بشدة بالاسعار المنخفضة. وأصبحت ابوظبي أمس احدث منتج للنفط يخفض صادراته الى العملاء الرئيسيين في آسيا، لتزيد من مصداقية التعهد الاخير لمنتجي النفط بتقليص الانتاج ووقف الانهيار المستمر في اسعار الخام. وقالت مصادر مستوردي النفط أمس ان ابو ظبي ابلغت عملاءها في كوريا الجنوبية واليابان وتايوان بتخفيض الشحنات تسليم نيسان أبريل بنسبة تصل الى عشرة في المئة. وتأتي هذه التخفيضات بعد تخفيضات مماثلة اعلنتها السعودية وعُمان والاخيرة ليست عضواً في "أوبك". واقر وزراء نفط "أوبك" يوم الاول من امس اتفاقاً لخفض الانتاج بنحو ثمانية في المئة من الانتاج العالمي تعادل 1.7 مليون برميل يومياً، يضاف اليها نحو 400 مليون برميل من خارج "اوبك" ليصبح اجمالي الخفض الجديد نحو 2.1 مليون برميل يومياً يضاف اليها نحو 3.1 مليون برميل يومياً تم الاتفاق عليها على مرحلتين العام الماضي.