لندن - "الحياة"، رويترز - تراجع سعر خام القياس "برنت" امس الى حدود 13.02 دولار للبرميل وسط توقعات بان يستغرق خفض حجم المخزون الدولي فترة اطول من التي توقعتها "منظمة الدول المصدرة للنفط" اوبك. وتتوقع الاسواق ان تلجأ المنظمة الى خفض الانتاج مرة ثالثة. وقال مديرون تنفيذيون في شركات النفط ومحللون ان تقليص حجم مخزون النفط الضخم في العالم اكثر صعوبة مما تصوره المنتجون مما يؤخر حدوث انتعاش في اسعار النفط التي بلغت أدنى مستوى لها خلال عشر سنوات. ولا يزال المخزون مرتفعا الى درجة كبيرة يتوقع المحللون معها كفاحاً مريراِ قبل ان تنطلق الاسعار مبتعدة عن مستوى 13 دولاراً للبرميل. وقال روجيه ديوان المحلل لدى مؤسسة "بتروليوم فاينانس" الاستشارية في واشنطن: "لا يزال مستوى المخزون يدعو الى التشاؤم ولا تزال مخزونات الخام والمقطرات مرتفعة كما ان امدادات البنزين في حوض الاطلسي متوافرة بكثرة". وقال محلل لدى واحدة من كبريات شركات النفط "ان التوقعات للسوق أسوأ مما كنا نعتقد قبل شهرين ... والصورة باتت اكثر كآبة". وكانت مؤسسة "درسدنر كلاينوورت بنسون" من بين مؤسسات استشارية كثيرة عدلت توقعاتها لاسعار النفط نزولا. وتوقعت ان يبلغ متوسط سعر برميل خام "برنت" السنة الجارية نحو 14.50 دولار فقط وان يرتفع الى 16 دولاراً سنة 1999 مقارنة مع 19.3دولار عام 1997. وتزيد عوامل الضعف في السوق على رغم جولتين من خفض الانتاج قام بهما كبار منتجي النفط. ولم ينته بعد تنفيذ جولة الخفض الثانية التي قادتها "اوبك" لكن الحديث بدأ مجدداً عن احتمال الحاجة الى جولة خفض ثالثة. وتوضح أحدث أرقام أصدرها المحللون ان معروض النفط في العالم فاق الطلب الضعيف في النصف الاول من السنة بكميات تزيد كثيرا على التي تم حسابها أصلا. ووصل المخزون في نهاية حزيران يونيو الى أعلى مستوى له على الاطلاق مع تأثير الازمة المالية الاسيوية والشتاء الدافىء في النصف الشمالي من الكرة الارضية على نمو الطلب. ويُتوقع ألا يتجاوز الاداء في آسيا السنة الجارية تحقيق نمو يعادل صفرا مع تعويض الصين لضعف الاستهلاك في المنطقة. وقدر مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن بأن مخزون النفط الحالي في السوق، وحجمها اليومي 75 مليون برميل، زاد بمليوني برميل يوميا في النصف الاول من السنة. وقال المركز: "عزز هذا التراكم الضخم غطاء المخزون الدولي في التعاقدات الاجلة بما لا يقل عن ستة ايام". ويتوقع معظم المحللين ان تؤدي خفوضات "اوبك" الى سحب كميات ضخمة من المخزون في النصف الثاني من السنة. واستهدفت جولتان من خفض الانتاج سحب 2.6 مليون برميل يوميا من المعروض الدولي. لكن الاقتصادات الاسيوية العليلة وتباطؤ النمو في الغرب يعني ان الوضع بات الآن غير موات للدول المصدرة للنفط. وقلصت مؤسسة "بتروليوم فاينانس" توقعاتها للسحب من المخزون خلال النصف الثاني من السنة الى النصف لتبلغ 450 الف برميل يوميا فقط. وقالت شركة "الخدمات الاستشارية" ان ارتفاع صادرات النفط العراقي بمقتضي "تفاهم النفط مقابل الغذاء" المبرم مع الاممالمتحدة يعني ان صافي الخفض في انتاج "اوبك" السنة الجارية سيراوح على الارجح بين 1.2 و1.4 مليون برميل يوميا.