تشن قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات في الشريط الحدودي المحتل بعدما ادت النجاحات المتتالية لعمليات "المقاومة الاسلامية" الى بروز شكوك بتعاون عدد من مسؤولي ميليشيات جيش لبنانالجنوبي مع "حزب الله" وهو الأمر الذي كثر الحديث عنه بعد عملية انصارية عبر التركيز على وجود "عميل مزدوج". وفي القدسالمحتلة اكدت مصادر امنية اسرائيلية أمس اعتقال ثلاثة ضباط من ميليشيات انطوان لحد بينهم "رجل امني كبير" وذلك خلافاً للرواية الرسمية التي نفت وجود علاقة بين حملة الاعتقالات التي شنتها في القرى الواقعة في القطاع الشرقي من الجنوباللبناني المحتل ومقتل مسؤول الجيش الاسرائيلي في المنطقة الجنرال ايزر غيرشتاين قبل نحو شهر. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن هذه المصادر ان حملة الاعتقالات التي طالت نحو 40 مواطناً درزياً من قرى حاصبيا وابل السقي وعين قنيا شملت ايضاً ثلاثة من رجال الأمن في قوات لحد من بينهم رجل امني كبير. وتأتي الاعتقالات في اطار تحقيق مكثف تجريه اجهزة المخابرات الاسرائيلية منذ مقتل غيرشتاين في الثامن عشر من شهر شباط فبراير الماضي. وتركز التحقيق على امكان وجود تعاون بين ضباط جيش لحد و"حزب الله" شمل نقل معلومات دقيقة بشأن تحركات موكب غيرشتاين. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي في جنوبلبنان منعت منذ يوم الجمعة الماضي السكان الدروز من قرى حاصبيا وابل السقي وعين قنيا من مغادرة الشريط الحدودي المحتل عبر محطات العبور الخمس التي تسيطر عليها اسرائيل. وكشفت الصحيفة ذاتها عن هروب ضابط كبير في جيش لحد عمل لدى اسرائيل لسنوات عدة قبل اشهر الامر الذي شكل ضربة قوية لجهاز الاستخبارات الاسرائىلي في المنطقة. وقالت الصحيفة ان الضابط الذي اشارت اليه بالحرف ر اتصل بپ"حزب الله" وكشف له تفاصيل نشاطات شبكة من الجواسيس تعمل داخل لبنان. ووفقاً لأجهزة الأمن الاسرائيلية، ساعد الضابط "الفار" مجموعة من سكان المنطقة المحتلة التي بدورها تساعد "حزب الله" في المنطقة. ويرى المحللون الاسرائيليون ان ظاهرة "الانفصال" التي بدأت بالظهور في صفوف جيش لحد مردها اتخاذ الحكومة اللبنانية سلسلة من الاجراءات ضد عملاء اسرائيل من بينها تعريفهم بأنهم "خونة" واصدار الاحكام القضائية بحقهم غيابياً وكذلك الاجراءات المتخذة ضد اقربائهم وأفراد عائلاتهم بما في ذلك عدم اصدار جوازات سفر لهم ومنعهم من مغادرة لبنان والالتحاق بالجامعات والمدارس وغيرها. وفي معلومات "الحياة" من بيروت، نقلاً عن مصادر "المقاومة الإسلامية"، ان التشكيك بدأ يأخذ مجراه الى العلن، بعد عملية زغلة في منطقة حاصبيا التي نفذتها مجموعة من المقاومة وأدّت الى مقتل اثنين من الضباط الإسرائيليين. وجاءت العملية التي أدّت الى مقتل غيرشتاين في شباط فبراير الماضي لتؤكد مدى تغلغل المقاومة الإسلامية على المستوى الأمني في عمق المنطقة المحتلة. واستناداً الى المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية أخيراً، فإن "حزب الله" بدأ يستخدم تكنولوجيا متطورة تتيح له ضبط الاتصالات الخليوية، اضافة الى دخوله على خط الموجات التي يستخدمها عادة الجيش الاسرائيلي، والتحقيق الجاري في الوقت الحاضر لمعرفة طبيعة الوثائق التي اصبحت في حوزته والتي تتضمن تقارير يحظر تناقلها إلا على مستوى ضباط المخابرات الموساد. واضطرت القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي الى اعتقال 40 شخصاً يقيمون في الشريط المحتل يعمل معظمهم في الميليشيات الحدودية. واستقرت التهمة مع المعتقلين على توقيف خمسة اشخاص بينهم ضابط ارتباط مع جهاز المخابرات الاسرائيلية الپ504 الشاباك، واقتيد هؤلاء الى داخل فلسطينالمحتلة. وتزامنت حملة الدهم والاعتقال مع تدابير فرضها جيش الاحتلال على عدد من المتعاملين الذين وضعوا في الإقامة الجبرية، او تحت المراقبة، اضافة الى انه اجرى احصاء لعدد الذين يستخدمون الهاتف الخليوي، وأخضع الاتصالات لمراقبة دائمة ومنع على الجنوبيين الاشتراك للحصول على خطوط جديدة ما لم يبادروا بإعلام المخابرات الإسرائيلية بأرقام هواتفهم. ثم ان التدابير المشددة وإن طاولت منطقة حاصبيا ذات الغالبية الدرزية، فهي طاولت في السابق المناطق ذات الغالبيات الشيعية والسنّية والمسيحية واعتقل العشرات، وبعضهم اقتيد الى سجن الخيام والبعض الآخر الى السجون الإسرائيلية، فضلاً عن استمرار حالات الفرار إذ أن العشرات من المجنّدين في الميليشيات الحدودية يفرّون الى المناطق المحررة.