أعلنت شركة كندية تمسكها بتطوير حقل نفطي في المياه الايرانية على رغم احتمال تعرضها لغضب الولاياتالمتحدة التي تمنع اشتراك الشركات الاميركية والأجنبية في صناعة النفط والغاز الايرانية. وقال رئيس شركة "باو فالي انيرجي" المحدودة وولتر ديبوني، ل "الحياة" امس: "اتخذنا الخطوات التمهيدية بما فيها اعداد التصاميم الهندسية لمنصات الحفر والانتاج، ونعتزم البدء بالتنفيذ قريباً جداً والأرجح ان يكون ذلك في غضون الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة المقبلة على الاكثر". وكانت الشركة الكندية تعاقدت مع "شركة النفط الايرانية" العام الماضي لتطوير حقل "بلال"، وهو حقل بحري تُقدر المصادر الايرانية احتياطه المؤكد بنحو 117 مليون برميل من النفط الثقيل 42 درجة وصادقت الحكومة الايرانية اخيراً على ترتيبات الاتفاق. وكشف وولتر ان تطوير الحقل المذكور يتطلب استثمارات رأسمالية تُقدر بنحو 180 مليون دولار اميركي، وقلل في الوقت نفسه من خطورة التهديد الاميركي بمعاقبة الشركات الاجنبية التي تزيد استثماراتها في صناعة النفط والغاز الايرانية على 20 مليون دولار سنوياً بموجب ما يعرف باسم "قانون داماتو" المثير للجدل. وقال: "ليس لدينا ما يبرر الخوف من العقوبات الاميركية اذ ان قانون داماتو اولا واخيرا قانون الاميركي، ونحن شركة كندية ولا نعتقد ان الولاياتالمتحدة تملك الحق في التدخل في اعمالنا وفرض شروطها على الشركات التابعة للدول الاخرى". الا ان رئيس الشركة الكندية لم يخف قلقه من التهديدات الاميركية مشيراً الى انه ليس لدى شركته نشاطات في الولاياتالمتحدة يمكن استهدافها بالعقوبات، مؤكداً ان مبادرة شركة "توتال" الفرنسية في تحدي قانون داماتو شجعت الشركات الاخرى على ترصد فرص المشاريع في ايران. ويذكر ان الولاياتالمتحدة وبموجب قانون وقعه الرئيس كلينتون في آب اغسطس 1996 هددت بفرض عقوبات اجبارية واختيارية على الشركات الاجنبية التي تزيد استثماراتها على 40 مليون دولار خفضتها لاحقاً الى 20 مليون دولار سنوياً في مشاريع النفط والغاز في كل من ايران وليبيا. وجاء قانون العقوبات بعد عام من اصدار كلينتون قراراً يحظر مشاركة الشركات الاميركية في المشاريع الايرانية، ما اضطر شركة "كونكو" الى التخلي عن عقد بقيمة 550 مليون دولار لتطوير حقل "سيري" الايراني لتحل محلها "بتروناس" علاوة على "توتال" التي تشارك ايضا في مشروع تطوير حقل "فارس". وأشار وولتر الى ان الحظر الحق اضراراً بالشركات الاميركية ودفعها اخيراً الى المطالبة برفعه، وقال: "من الواضح انها الشركات الاميركية تجد نفسها على جانب الطريق بينما ينشط الآخرون في عقد الصفقات". وتشارك "باو فالي انيرجي" في مشروع حقل "بلال" شركة "بريمير اويل" البريطانية بموجب اتفاق تم بين الطرفين اواخر العام الماضي. وامتنعت الشركتان عن اعلان تفاصيل الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بمساهمة كل منهما في تمويل المشروع. وتتضمن اعمال المشروع حفر خمس آبار انتاجية وخمس آبار مساعدة لحقن المياه علاوة على منصتين بحريتين لانتاج ومعالجة النفط الخام ونقله الى منشآت التصدير في جزيرة لافان الايرانية التي تقع على مسافة 100 كلم من الموقع، ويتوقع ربط الآبار المنتجة بخط انابيب قديم قائم في المنطقة.