وصل وفد رسمي وتجاري ايراني الى مونتريال اول من أمس في مستهل زيارة خاصة تشمل عقد سلسلة من الندوات في عدد من المراكز الاقتصادية الرئيسية في كندا للتأكيد على جدية السياسات الانفتاحية التي تبنتها الحكومة الايرانية اخيراً لاجتذاب الاستثمارات الاجنبية. وتأتي الزيارة، وهي الاولى من نوعها منذ الثورة الايرانية قبل 19 عاماً، بمبادرة من مجلس الاعمال الايراني - الكندي واتحاد المنتجين والمصدرين الكنديين وتهدف الى مخاطبة الشركات ورجال الاعمال لكنها لن تشمل لقاءات رسمية بين اعضاء الوفد والمسؤولين الكنديين لاعتبارات سياسية. ويعتزم الوفد الايراني الذي يضم مسؤولين كبار من وزارة النفط والبتروكيماويات ووزارات الطاقة والصناعة والمناجم والزراعة والمال فضلاً عن عدد من ممثلي القطاع الخاص، التعريف بفرص الاستثمار المتاحة في ايران وحض الشركات الكندية على الاشتراك في مشاريع النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والاستفادة من تجربة المناطق الحرة التي بدأتها ايران اربع سنوات. وستوجه الدعوة الى الشركات الكندية، خلال اربع ندوات تعقد على مدى الاسبوع المقبل في مونتريال وتورونتو وفانكوفر فضلاً عن كالغاري المركز الرئيسي لصناعة النفط في كندا. وستتركز الدعوة على قوانين سنها المجلس الاشتراعي الايراني اخيراً لتشجيع الاستثارات الاجنبية في قطاع الطاقة وتشريعات مكملة يتوقع اصدارها السنة الجارية لتبسيط اجراءات الاستثمار في المجالات التي تتطل تقنيات متطورة. وأبدى اعضاء الوفد الايراني تفاؤلاً ازاء احتمال اثارة اهتمام الشركات الكندية بفرص الاستثمار المتاحة في ايران خصوصاً بعد حصول شركة "باو فالي" الكندية العام الماضي على عقد بقيمة 180 مليون دولار اميركي لتطوير حقل "بلال" البحري في ايران على رغم التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تزيد اسثماراتها السنوية في ايران على 40 مليون دولار. ويشار الى ان الحكومة الكندية سبق وسجلت اعتراضها على مشروع قانون "داماتو" الاميركي الخاص بتقييد الاستثمارات الاجنبية في ايران وليبيا الذي تحدثه شركة "توتال" الفرنسية بحصولها اخيراً على عقد ضخم بقيمة بليوني دولار لتطوير بعض حقول الغاز الطبيعي في ايران. ويعتقد المراقبون ان الوفد الايراني ربما لا يجد صعوبة كبيرة في مهمته بسبب الامكانات الاقتصادية الضخمة التي تملكها ايران خصوصاً موقعها الجغرافي وثروتها النفطية وامكاناتها السكانية 64 مليون نسمة التي تجعل منها واحدة من أكبر الاسواق الاستهلاكية في الشرق الاوسط.