المجموعة التي ستقدمها دار كريستيز في مزاد الفن الإسلامي الشهر المقبل تبدأ بتمثال حصان وتنتهي بشمعدان... الحصان من طين والشمعدان من قرطبة، وقد لا يوجد له مثيل. وبين التحفتين أكثر من 500 قطعة تصور مهارة الصنّاع والتقاليد التي اتبعوها في جهات العالم الإسلامي. المجموعة تحتوي أيضاً على قطع أهداها بروفسور في نيويورك إلى مؤسسة التراث الفارسي حيث سيذهب ريعها إلى دعم الموسوعة الإيرانية، وتمثال الحصان الصغير الذي يرجع تاريخه إلى القرن العاشر عنصر فيها، ويعتبر مدير القسم الإسلامي في كريستيز وليام روبنسون أنه فريد باعتبار أن تماثيل الحيوانات في تلك الفترة مصنوعة من المعدن لا من الطين يقدر ب4000-6000 جنيه. ويشير المدير إلى اناء فخاري من سمرقند يعود إلى الفترة نفسها فيصف رقته وبساطة تزيينه الذي يتكون من ثلاث كلمات بالكوفي: "بركة وسلام لصاحبه" 5000 -7000 جنيه. ونجد في الاسلوب نفسه إناء ماء مزيناً بألوان بنية لا تزال ناصعة، على الرغم من أنه مصنوع في حوالى 1200 ميلادية 15 ألف - 20 ألف جنيه. وإلى جانب القطع الفخارية المصنوع أغلبها من قاشان يقدم المزاد مجموعة كبرى من الطبعات التي صدرت لديوان عمر الخيام باللغة الانكليزية من القرن الماضي وبدايات هذا القرن، وأسعارها ما بين 500 و15 ألف جنيه. ويضيف روبنسون ان الدار ستقدم للمرة الأولى عدداً كبيراً من كتب الرحلات في القرنين الماضيين. في المخطوطات القرآنية يبرز مصحف من القرن السادس عشر منسوخ في شيراز 10 آلاف - 15 ألف جنيه ومصحف من الصين يعود إلى القرن الثامن عشر مقدر بالقيمة نفسها وعدد آخر من أجزاء مصاحف عثمانية وفارسية ما بين 2500 و6000 جنيه. يتميز قسم التحف المعدنية في المزاد الذي سيجرى في 19 و20 ابريل نيسان المقبل بأنواع من السيوف والخناجر، منها سيف مغولي من القرن السابع عشر يتميز بقبضة مزينة بورود وغشاء أحمر 20 ألف - 30 ألف جنيه. حمل روبنسون خنجراً وهو يشير إلى قبضته المنقوشة من العاج وإلى أبيات شعر على الغشاء قائلاً: لقد كان هدية من سيدة إلى جعفر قولي خان. لكنه لم يستطع تحديد تاريخ صناعته. أما السعر فقد لا يتجاوز 3000 جنيه. في المجموعة أوان من الخزف، أهمها صحنان، الأول من قاشان يعود إلى حوالى 1179 مزين برسوم أشخاص 30 ألف - 50 ألف جنيه، والثاني من القرن الثاني عشر مصنوع في سورية معرة النعمان التي اشتهرت بخزفياتها الراقية، وكانت تمد الفاطميين في مصر بتحفها. وقد يصل إلى 70 ألف جنيه. يشير روبنسون إلى شمعدان مرتفع الطول، وقد كان مصّور يلتقط له صورة ثم سأل: "هل رأيت مثل هذا من قبل؟" يتكون الشمعدان من ثلاثة أجزاء، يزين أعلاه طائر من البرونز. ويمكن تغيير ارتفاع القطعة بعمود منقوش يتكون من جزأين. اما القاعدة فمستديرة تنتهي في صورة أقدام. وعلى الرغم من انني كنت افحص القطعة التي قد يصل سعرها إلى نصف مليون جنيه، فقد ظل روبنسون يصفها في إسهاب كأنه يراها للمرة الأولى. ثم قال إنها تمثل جودة الصناعة في قرطبة في القرن الحادي عشر التي كثيراً ما جمعت بين أساليب أوروبية وإسلامية.