توقع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي بن إبراهيم النعيمي ان ترتفع أسعار النفط الخام إلى 18 - 20 دولاراً للبرميل من نفط غرب تكساس "المرجعي". ووافق وزراء نفط "أوبك" في دول مجلس التعاون الخليجي الذين اجتمعوا في أبو ظبي أمس، الوزير السعودي في توقعاته. وقال الشيخ سعود ناصر الصباح وزير النفط الكويتي إن أسعار برنت قد تصل إلى 17 دولاراً، فيما توقع وزير الطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية ان تصل الأسعار قريباً إلى 16 دولاراً. وتوقع وزير النفط والثروة المعدنية الإماراتي عبيد بن سيف الناصري ان تتجاوز الأسعار 15 دولاراً للبرميل. وعقد وزراء نفط دول التعاون اجتماعاً تشاورياً في أبو ظبي أمس أصدروا في ختامه بياناً يحمل اسم "بيان أبو ظبي"، أكد تأييد دول المجلس تعزيز أسعار النفط. وأعرب النعيمي قبل اجتماع أبو ظبي عن ثقته بأن منظمة "أوبك" ستوافق في اجتماعها الثلثاء المقبل في فيينا على خطة لخفض الانتاج في "أوبك" وخارجها بما يزيد على مليوني برميل يومياً. وقال مسؤول نفطي خليجي ل "الحياة" أمس إن نتائج الاجتماع كانت "ايجابية ومثمرة". وركز المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، على أن اتفاقات خفض الانتاج التي توصل إليها وزراء نفط دول الخليج من جهة، ووزراء نفط اجتماعات لاهاي من جهة أخرى، "مضمونة النجاح إلى حد كبير". وعزا ذلك إلى "ان الاتفاقات كانت بقرارات سياسية". واستشهد المسؤول بتصريحات وزير النفط السعودي التي قال فيها: "إن اتفاق كبار منتجي النفط على خفض الانتاج سينجح هذه المرة في تعزيز الأسعار، لأنه يحظى بدعم كبار المسؤولين الحكوميين. هذا الاتفاق سينجح أكثر من الاتفاقات السابقة لأن هذا القرار جاء باقتراح ودعم وتوجيه من كل الحكومات التي شاركت في عملية اتخاذ القرار". وأكد النعيمي ان الهدف من اجتماع أبو ظبي التشاوري دعم دول التعاون مجدداً اتفاق لاهاي الذي توصلت إليه السعودية مع فنزويلاوإيران والجزائر والمكسيك مطلع الشهر الجاري. وأكدت خمس من دول التعاون هي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين في بيانها في ختام اجتماع أبو ظبي دعم خطة لاهاي التوصل إلى سعر عادل للبرميل وسحب فائض المخزون من السوق بهدف دعم الأسعار بالتعاون بين جميع المنتجين. وكانت أربع دول خليجية أعضاء في "أوبك" أعلنت تخفيضات في انتاجها ابتداء من أول نيسان ابريل المقبل بلغت في مجملها 933 ألف برميل يومياً تشكل نحو 55 في المئة من التخفيضات التي ستتحملها "أوبك" من مجموع التخفيض المطلوب والذي يزيد على مليوني برميل يومياً. وكشف النعيمي أن "أوبك" ستخفض انتاجها بمقدار 7.1 مليون برميل يومياً. وأكد ثقته بالتزام إيرانوفنزويلا بالتخفيضات الجديدة. وقال إن إيران ليست على خلاف مع السعودية، ولكنها كانت على خلاف مع "أوبك"، وأنه أمكنت تسوية هذا الخلاف. وكان الخلاف الإيراني مع "أوبك" يدور حول معدل انتاجها الذي سيتم على أساسه الخفض. وحال هذا الخلاف دون التوصل إلى اتفاق جماعي في مؤتمر "أوبك" الأخير في فيينا. وأكد النعيمي أن خطة لاهاي واتفاق فيينا "المؤكد" في اجتماع الثلثاء لن يتم خرقه من قبل بعض الدول الأعضاء. وقال: "إن الاتفاق سيكون مدعوماً من حكومات الدول الأعضاء". وشددت مصادر نفطية خليجية على أهمية الاتفاق في فيينا الثلثاء. ولفتت إلى أن خفض انتاج "أوبك" بمعدل 7.1 مليون برميل يومياً سيجعل انتاج المنظمة بحدود 8.22 مليون برميل يومياً، وهو أقل بنحو مليون برميل عند مستواه قبل اجتماع جاكارتا نهاية 1997.