"الانتخابات ليست آخر المطاف بالنسبة الى الديموقراطية"... بهذه العبارات، رد الرئيس النيجيري المنتخب اولوسيغون اوباسانجو، امس، على منافسه اولو فالاي الذي رفض نتيجة الاقتراع واعتبر العملية كلها "مسرحية مليئة بالتزوير". انه المشهد السياسي نفسه في هذه البلاد التي طالما شكا جنوبها من "طغيان" الشمال مع فارق واحد هو ان الرئيس الجديد مسيحي من الجنوب، للمرة الأولى، لكنه "دمية في ايدي جنرالات الشمال الذين اوصلوه الى السلطة لتفادي انتقادات الغرب"، كما يقول المشككون في العملية برمتها. راجع ص7 غير ان الرئيس المنتخب البالغ 61 عاماً لا يبدو مستعداً للاستسلام بسهولة لهذه الاتهامات، مستنداً الى تاريخه كأول عسكري تخلى عن الحكم طوعاً قبل عشرين عاماً. المؤشرات الأولية تدل على قدرته على تجاهل الانتقادات التي يسوقها اليه خصومه بأنه "صنيعة تفاهم" بين سلفه الجنرال عبدالسلام ابو بكر وعدد من كبار المتمولين وفي مقدمهم الجنرال "ابراهيم بابانغيدا" لابقاء نفوذ العسكريين... وراء ستار من الديموقراطية. وأول الغيث جاءه امس من واشنطن التي رحبت ولو "بحذر" بنتائج الانتخابات، مؤكدة على ضرورة التحقيق في صحة الكلام عن حصول تلاعب، تجاوباً مع "القلق" الذي ابداه فريق المراقبين الاميركيين بقيادة الرئيس السابق جيمي كارتر. لكن أياً من المراقبين الدوليين للانتخابات لم يذهب الى حد الطعن بنتائجها، بعدما حسمت اللجنة المستقلة المشرفة على العملية الموضوع باعلان ان المراقبين خلصوا الى ان الاقتراع "يعكس رغبة الشعب النيجيري". وفي غضون ذلك، انهمك اوباسانجو بتلقي التهاني في جناح في احد فنادق العاصمة أبوجا اتخذه مقراً موقتاً له. وحرص في لقاءاته امس على ترديد ما اكده اكثر من مرة خلال حملته الانتخابية وهو ان "المسيرة الديموقراطية ستستمر تحت قيادتي". وبانتظار تسلم اوباسانجو مهامه رسمياً في التاسع والعشرين من أيار مايو المقبل، ستكون انظار المراقبين مشدودة للتحقق مما اعلنه عن عزمه في مكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين السابقين... فيما ستؤول الى منافسه في السباق الرئاسي مهمة حمل راية المعارضة "بالوسائل السياسية والتظاهرات والاحتجاجات ولكن ليس بالعنف" حسبما أكد فالاي نفسه امس. انه الصراع المستمر بين الجنوب والشمال ولكن بأشكال اخرى