أبوجا - رويترز - يُسجل للرئيس النيجيري المنتخب الجنرال المتقاعد اولوسيغون اوباسانجو، انه العسكري الوحيد الذي تخلى عن السلطة طوعاً لمصلحة حكم مدني عام 1979. الا ان رفاقه في المجلس العسكري الحاكم آنذاك رفضوا التنازل عن نفوذهم وسارعوا الى استرداد الحكم. ويعترف كثيرون لاوباسانجو بأنه صاحب اسلوب شعبي ومباشر. غير انهم يؤكدون انه لم يكن ليصل الى الرئاسة من دون دعم اساسي من اثرياء البلاد وخصوصاً من جنرالات الشمال المسلمين، الذين حكموا نيجيريا منذ عام 1960. ويعكس هذا التأييد واقع ان اوباسانجو الذي ينتمي الى جنوب غرب البلاد، هو من السياسييين القلائل في منطقته الذين يحظون بشعبية في الشمال ايضاً. وولد اوباسانجو في 5 آذار مارس عام 1937 لعائلة مسيحية معمدانية في ابيكوتا التي تبعد مئة كلم الى الشمال من لاغوس، العاصمة الاقتصادية للبلاد. وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية في البلدة. وبدأ حياته العملية كمدرّس قبل ان ينضم الى الجيش عام 1958 ويشارك في دورات عسكرية في بريطانيا والهند. وبرز عسكرياً كقائد للواء المغاوير خلال الحرب الاهلية التي عصفت بالبلاد بين 1967 و1970. ولم تُعرف عنه اي ميول سياسية محددة حتى عام 1967، عندما عُيِّن رئيساً للمجلس العسكري الحاكم اثر وفاة سلفه الجنرال مورتالا محمد. ولكن معارضته مبدأ تولي عسكري الحكم، دفعته الى التنحي عام 1979 ليصبح مزارعاً. ولم يتوقف منذ ذلك الوقت عن انتقاد دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، وساعده على ذلك، تحوّله في الثمانينات والتسعينات الى رجل سياسة مدني واخذ يردد: "أنا لم أعد جنرالاً". ومن جهة اخرى، سعى الى بناء علاقات وطيدة مع سياسين نافذين في الغرب ورموز عالمية ابرزها الرئيس الجنوب افريقي نيلسون مانديلا. وكان اوباسانجو عضواً في مجموعة دولية بدأت حواراً مع مانديلا الذي كان سجيناً سياسياً في الثمانيات، ما مهّد الى وضع حدّ لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا في مطلع التسعينات. الا ان ازدياد احتجاجاته ضد النظام العسكري، ادت في نهاية المطاف الى سجنه عام 1995. ولم يفرج عنه الا في حزيران يونيو عام 1998 عندما تولى الجنرال عبدالسلام ابو بكر السلطة. ويعتقد ان الحاكم العسكري السابق الجنرال ابراهيم بابانغيدا الصديق الشخصي لابو بكر لعب دوراً مهماً في ترشيح اوباسانجو للرئاسة كما يصل البعض الى حدّ القول ان بابانغيدا هو الممّول الرئيسي لحملته الرئاسية. أو على اي حال فان اوباسانجو يتمتع برصيد داخلي وخارجي يجعله الوحيد القادر على اقناع الغرب بجدية العملية الانتخابية الاخيرة ومصداقيتها.