ابوجا - أ ف ب ، رويترز - أفاقت نيجيريا أمس الاثنين على رئيس منتخب هو الجنرال المتقاعد اولوسيغون اوباسانجو، بعد حكم عسكري استمر 15 عاما. وعاد اوباسانجو الى الحكم رئيساً مدنياً بعدما تخلى عنه عندما كان حاكماً عسكرياً قبل عشرين عاماً. وسيتولى الرئيس المنتخب مهامه في 29 أيار مايو المقبل خلفا للحاكم العسكري الجنرال عبدالسلام ابو بكر الذي يعود اليه الفضل في "مسيرة التحول الى الديموقراطية". وأعلن رئيس اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة القاضي افرائيم اكباتا فى ابوجا امس فوز اوباسانجو 61 عاماً مرشح حزب الشعب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية التى جرت السبت، بحصوله على 87،62 في المئة من الاصوات. غير ان منافس اوباسانجو وزير المال السابق اولو فالاي رفض فوراً النتائج المعلنة بحجة انها "مزورة". وحصل فالاي الذي كان مرشحاً مشتركاً لحزبي "كل الشعب" و"التحالف من أجل الديموقراطية" على 22،37 في المئة من الاصوات، حسب النتائج التي وصفها معسكره بأنها "انقلاب". وقال الناطق باسم التحالف من أجل الديموقراطية يوسف ممان إن "ما يحصل هو قرار أشبه بالانقلاب ورفض الارادة الشعبية النيجيرية بالعودة الى الديموقراطية". وأعلن فالاي والمرشح لمنصب نائب الرئيس اومارو شينكافي "رفضهما" النتائج في رسالة موجهة الى رئيس اللجنة الانتخابية. وبررا رفضهما ب "الأرقام غير الواقعية التي هي بعيدة كل البعد عن عدد المشاركين في عمليات الاقتراع وتبادل صناديق الاقتراع وهي اعمال باتت رائجة في جنوب شرقي البلاد والشمال الوسط والشمال الغربي". وجاء في الرسالة: "من الواضح في التقارير الاولية التي رفعها المراقبون المحليون والدوليون ان نسبة عمليات الغش والتجاوزات في الانتخابات ضخمة... لا يمكننا ان نعترف على الاطلاق او ان نقبل بالنتائج التي تم التوصل اليها بتجاهل واضح للارادة الشعبية". وبإعلانه النتائج رسمياً دعا رئيس اللجنة الانتخابية فالاي الى قبولها، معرباً عن قناعته وأمله في ان تسمح الظروف بپ"ارساء الديموقراطية مجدداً في نيجيريا". وحصل اوباسانجو، الذي تولى السلطة في البلاد على رأس مجلس عسكري ما بين شباط فبراير 1976 وايلول سبتمبر 1979، على 18738154 صوتاً في مقابل 11110287 صوتاً لمنافسه. واعتمد رئيس اللجنة الانتخابية النتيجة على اساس ان مرشح حزب الشعب الديموقراطي يسار وسط حصل على اكثر من 25 في المئة من الاصوات في 32 ولاية من ولايات الاتحاد. وينص الدستور على جمع 52 في المئة من الاصوات على الاقل في ثلثي ولايات الاتحاد الپ36 لفوز مرشح بالانتخابات. ونظمت آخر انتخابات رئاسية في نيجيريا عام 1993 لكن البلاد شهدت أزمة سياسية بعد إلغاء الجنرال ابراهيم بابانغيدا نتائجها التي كشفت فوز موشود ابيولا فيها. واودع ابيولا السجن حيث توفي في التاسع من تموز يوليو الماضي. ونتيجة ضغوط دولية كبيرة وعد الحاكم العسكري الراحل الجنرال ساني اباتشا في 1996 بإقامة نظام مدني الا انه اعيد انتخابه في تشرين الاول اكتوبر من ذلك العام. وغداة وفاة الجنرال اباتشا في الثامن من حزيران يونيو 1998، تولى رئيس الاركان في حينه، الجنرال ابو بكر السلطة. ونظم ابو بكر انتخابات بلدية في كانون الاول ديسمبر ايذاناً ببدء عملية التحول الديموقراطي لوضع حد لخمسة عشر عاماً من الحكم العسكري المتواصل واعقبتها في كانون الثاني يناير انتخابات الولايات.