افتتح الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين أمس في طابا الجزء المصري من محطة الربط الكهربائي المشترك بين مصر والأردن، واستمعا إلى شرح من وزير الكهرباء المصري المهندس ماهر أباظة الذي وصف الحدث بأنه "لحظة تاريخية يتحقق فيها حلم طالما بُذل الجهد لتحويله إلى واقع ملموس". وعقد مبارك والملك عبدالله جلسة محادثات حضرها من الجانب المصري وزراء الإعلام والدفاع والخارجية والداخلية والنقل والسياحة، وضم الجانب الأردني رئيس الحكومة عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الديوان الملكي ووزراء الخارجية والإعلام والداخلية والطاقة والسياحة والبريد. وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بأن المحادثات تناولت إضافة الى التعاون الثنائي عملية السلام والعلاقات العربية وإعلان دولة فلسطين. وأوضح أنه اتفق على بذل جهد مضاعف ومشترك لاحتواء الخلافات العربية كما عرض الزعيمان ورقة العمل التي سيناقشها وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة اليوم. الى ذلك قال وزير الإعلام الأردني ناصر اللوزي ل "الحياة" إن "العاهل الأردني سيزور سورية قريباً لإجراء محادثات مع الرئيس حافظ الأسد، كما سيزور دول الخليج"، مشيراً الى أن البرنامج لم تحدد تفاصيله بعد. واشار اللوزي الى اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية الأردن ومصر وفلسطين في عمان السبت المقبل، ووصفه بأنه اجتماع تنسيقي قبل زيارة الرئيس ياسر عرفات لواشنطن. ورفض الربط بين أزمة المياه المتوقعة في الأردن الصيف المقبل واتفاق المياه المبرم بين الأردن وإسرائيل، مشدداً على رفض بلاده أي تغيير في هذا الاتفاق. واعتبر اباظة المشروع حلقة ربط بين المشرق والمغرب العربي، مشيراً الى أن خطوات تنفيذه بدأت في الثمانينات وتمت التجارب في تشرين الأول اكتوبر 1998. وتبلغ نفقات المشروع 229 مليون دولار تم تمويلها من الصندوق العربي للإنماء 149 مليوناً لمصر و80 مليوناً للأردن. وأكد أباظة إن خط الربط يحقق فوائد لكل الدول التي تنفذ مشاريع الربط، مشيراً الى أن مصر والأردن من أوائل الدول العربية التي اهتمت بتلك المشاريع "ادراكاً منهما لموقعهما الجغرافي المتميز في قلب الوطن العربي". واشار الى أن الربط يعتبر الحلقة الرئيسية ضمن مشروع الربط الاقليمي بين الشبكات الكهربائية في مصر والأردن وسورية وتركيا والعراق ولبنان، وكذلك الحلقة الرئيسية للربط الكهربائي العربي الشامل شرقاً وغرباً والربط مستقبلاً مع أوروبا وافريقيا. وذكر اباظة إن الربط الكهربائي بين مصر والأردن يحقق فوائد في مقدمها خفض الاستثمارات في إنشاء محطات توليد جديدة في الدولتين، وتبادل الطاقة الكهربائية بين الشبكتين في الظروف الطارئة والعادية مما يحسن اقتصاد كل منهما. وقال الوزير موسى، إن المشروع "يدخل في إطار التعاون الاقليمي فضلاً عن التعاون الدائم بين الأشقاء"، مشيراً الى أنه "يربط عدداً من الدول العربية والإسلامية بما فيها تركيا، وهو تعاون اقليمي فعال في مجال الطاقة الكهربائية يمكن أن يشكل حجر الاساس لتعاون اقليمي شامل". ورداً على سؤال عما إذا كان يريد الإشارة الى صيغة مدريد التي ركزت على مبدأ الأرض مقابل السلام، ودعت الى تعاون اقليمي يشمل إسرائيل، قال موسى: "السياسة الإسرائيلية التي اتبعت في السنوات الأخيرة هي سياسة الفرض أو الرفض، وبها أخرجت اسرائيل نفسها من أسس التعاون الاقليمي. وحين تعود السياسة الإسرائيلية الى الخط السليم وهو الالتزام بإطار مدريد وعلى كل المسارات وتنفيذ الاتفاقات التي وقعت، وتتحرك نحو إغلاق ملف النزاع الشامل وتنسحب من الجولان ولبنان وتعترف بالحدود الفلسطينية، يكون لكل حادث حديث". في عمان أبلغ مصدر أردني رفيع المستوى "الحياة" ان الأردن عبر خلال محادثات طابا عن رؤيته في اطار "اقامة جسور التواصل مع الأمة العربية في القضايا كافة"، موضحاً ان بلاده "تطالب اسرائيل بتطبيق كل الاتفاقات والالتزامات التي وقعت عليها سواء مع الدول العربية أو مع الفلسطينيين". وأشار الى أن الملك عبدالله سيقوم، بعد عيد الأضحى، بجولة عربية "بهدف التواصل العربي وسعياً الى دعم الأشقاء الفلسطينيين في قضاياهم التفاوضية والحياتية". وأوضح وزير الخارجية الأردني عبدالاله الخطيب ان الاجتماع الأردني - المصري - الفلسطيني السبت المقبل في عمان سيبحث في "كيفية دعم المفاوض الفلسطيني في هذه المرحلة التي ينشط فيها مع مختلف الأطراف في شأن موعد الرابع من أيار مايو أي اعلان الدولة".