شهد قطاع غزة امس حال غليان بعد تجدد المواجهات بين قوات الأمن الفلسطينية ومواطنين كانوا يحتجون على مقتل فلسطينيين، وعلى قرار محكمة امن الدولة الفلسطينية اعدام رائد العطار المتهم الرئيسي بقتل الضابط الفلسطيني رفعت جودة. وتحدثت مصادر عن سقوط 85 جريحاً في الصدامات الدامية. وأشارت الى ان اكثر من سبعين من رجال الشرطة الفلسطينية جرحوا، فيما وصف شهود منطقة رفح بأنها "ساحة حرب". وحذر منشور تلقته وكالة "رويترز" من القدس يحمل اسم "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري لپ"حماس" السلطة الفلسطينية من "مغامرة خاسرة لها اسوأ العواقب" اذا نفذ حكم الاعدام بحق العطار. واتهم العقيد غازي الجبالي مسؤول الشرطة في غزة "حماس" وجناحها العسكري بالتورط في الاشتباكات العنيفة مع الشرطة الفلسطينية. وتزامنت الصدامات مع بدء الرئيس ياسر عرفات جولة اوروبية استهلها امس بزيارة للندن التقى خلالها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبحثا في عملية السلام واستحقاق اعلان الدولة الفلسطينية. كذلك التقى عرفات وفداً من الطائفة اليهودية. وتضاربت الأنباء لجهة عدد الجرحى في المواجهات، وقالت مصادر ان العدد بلغ اربعين، فيما ذكرت مصادر طبية ان سبعة اصيبوا بالرصاص. وكانت قوات تضم نحو 2500 رجل من الاجهزة الأمنية الفلسطينية وصلت الى مدينة رفح تحسباً لصدامات، كما فرض حصار مشدد على مخيم يبنا، مسقط رأس القتيلين علاء الهمص وخميس سلامة، والذي أُعلن منطقة عسكرية مغلقة امام المواطنين ووسائل الاعلام، فيما منع المعزون من الوصول الى منازل أهالي القتيلين. وأكدت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان مئات من رجال الأمن الفلسطينيين اقتحموا بعد ظهر أمس مجالس العزاء التي اقامتها عائلة سلامة، وألقوا قنابل غاز مسيل للدموع، مشيرة إلى أن الشبان ردوا بالحجارة مما أسفر عن اصابة حوالى 22 رجل أمن وعشرات من المواطنين بسبب الغاز. وقال باحث يعنى بحقوق الإنسان ان قوة من المباحث الجنائية اعتقلت عشرة صحافيين فلسطينيين يعملون لدى وسائل اعلام أجنبية اثناء تغطيتهم الأحداث في رفح، ثم اطلقوا بعد مصادرة الأشرطة والأفلام التي بحوزتهم. واندلعت مواجهات صباحاً في منطقة دوار العودة وسط مدينة رفح بين مئات من المتظاهرين رشقوا قوات الأمن الفلسطيني بالحجارة وأشعلوا اطارات السيارات وسدوا الطرق بالمتاريس، وبين جنود الأمن الوطني الذين امتنعوا عن اطلاق النار وفضلوا ملاحقة المتظاهرين بالهراوات. وطافت مدينة رفح مسيرات حاشدة رفع خلالها المواطنون الرايات السود وهتفوا شعارات مناوئة للسلطة الفلسطينية. واتهمت عائلتا سلامة والهمص رجلين من القوات الفلسطينية باطلاق أعيرة نارية أدت إلى مقتلهما، وطالبت باعدام الفاعلين. وقال أحد افراد عائلة سلامة ل "الحياة" إن العائلتين تعرفان "من اطلق النار على ابنيهما".