قدرت دراسة مصرفية قطرية اجمالي الاستثمار في مشاريع اسالة الغاز في قطر بنحو 5.8 بليون دولار وتوقعت ان تسهم هذه المشاريع في معالجة الخلل المالي وحفز النمو الاقتصادي. واشارت الدراسة، التي اعدها مدير الدائرة الاقتصادية في "بنك قطر الوطني" فوزي الخطيب، الى ان تلك الاستثمارات شملت تأسيس مصنعين لاسالة الغاز في "حقل الشمال" العملاق وميناء لنقل الغاز المسال الى الاسواق الخارجية. وقال الخطيب، في دراسة قدمها الى "مؤتمر الطاقة والبنية التحتية في الشرق الاوسط" في ابو ظبي "ان اجمالي الطاقة الانتاجية للمشروعين يبلغ نحو 11 مليون طن سنوياً سيتم تصدير معظمها الى اليابان واسواق آسيوية اخرى". ويتضمن المشروعان "شركة قطر للغاز المسال" قطر غاز و"شركة رأس لفان للغاز المسال" رأس غاز اضافة الى ميناء "رأس لفان" البالغة تكاليفه نحو بليون دولار وسيخدم شركة "رأس غاز" التي ستبدأ تصدير انتاجها عام 2000. وذكر الخطيب ان مشروع "قطر غاز" بدأ في تصدير نحو اربعة ملايين طن سنوياً وسيرتفع هذا المستوى الى ستة ملايين طن في السنة 2000. وقال "ان اجمالي الاستثمار في هذا المشروع بلغ نحو 401 بليون دولار ساهم فيه كل من "المؤسسة العامة للبترول القطرية" بنسبة 65 في المئة و"توتال" بنسبة 10 في المئة و"موبيل" بنسبة 10 في المئة و"ماروبني" بنسبة 5.7 في المئة و"ميتسوي" بنسبة 5.7 في المئة. ويبلغ حجم الاستثمار في مشروع "رأس غاز" نحو 4.3 بليون دولار وتساهم فيه المؤسسة القطرية بنسبة 66 في المئة في حين تبلغ حصة شركة "موبيل" 5.26 في المئة و"اتوشو" اربعة في المئة و"نيشو ايواي" ثلاثة في المئة. وتم استكمال معظم اعمال البنية التحتية لمشروع "رأس غاز" وسيتم تصدير معظم انتاجه البالغ نحو خمسة ملايين طن سنوياً الى الاسواق الآسيوية بموجب عقود طويلة الامد تصل الى 25 سنة ما سيوفر لهذه الدولة الخليجية دخلاً ثابتاً يسهم في خفض وطأة التقلبات في اسواق النفط. وذكر خبراء مشاركون في المؤتمر ان قطر تعتزم ضخ استثمارات اضافية في مشاريع اسالة جديدة بالاشتراك مع شركاء اجانب على رغم الركود في الاسواق الآسيوية نتيجة الازمة الاقتصادية. وتوقعوا ان يصل اجمالي الاستثمار في المستقبل القريب الى اكثر من 15 بليون دولار وان يتجاوز الانتاج 25 مليون طن سنوياً، ما سيجعل قطر اكبر منتج للغاز المسال في العالم بتخطيها اندونيسيا. وبدأت قطر، وهي عضو في منظمة "اوبك"، تنفيذ تلك المشاريع قبل خمسة اعوام لاستغلال "حقل الشمال" الذي يعد اكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم اذ يقدر احتياطه بنحو 5.11 ترليون متر مكعب 380 ترليون قدم مكعبة. وقال الخطيب "ان هذا الاحتياط يجعل قطر في المرتبة الثالثة من جهة احتياط الغاز بعد روسيا البالغ احتياطها نحو 51 ترليون متر مكعب 1717 ترليون قدم مكعبة وايران التي تمتلك نحو 22 ترليون متر مكعب 742 ترليون قدم مكعبة. واضاف: "يتوقع ان تسهم مشاريع الاسالة في قطر في استعجال معدلات النمو الاقتصادي ومعالجة الخلل المالي، خصوصاً العجز في ميزان المدفوعات الذي تفاقم في الاعوام الاخيرة بسبب تحويل الخدمات المتصلة بمشاريع اسالة الغاز". وقدرت الدراسة العجز بنحو 14.2 بليون دولار عام 1997 و9.1 بليون دولار عام 1996 ونحو ثلاثة بلايين دولار عام 1995. واظهر الحساب الجاري عجزاً في صافي الخدمات والتحويلات الرأسمالية بلغ نحو 6.9 بليون دولار عام 1997 وتسعة بلايين دولار عام 1996 و8.9 بليون دولار عام 1995.