رفضت حركة "طالبان" الإتهامات التي وجهها اليها مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون جنوب آسيا كارل أندرفورث بانها تتظاهر بجهلها مكان وجود اسامة بن لادن وتلعب "لعبة خطرة وغير حكيمة" بقولها انه لم يعد تحت سيطرتها. وقال الناطق باسم الحركة الملا محمد طيب ل "الحياة" أن الحركة لم تغير موقفها من القضية فهي لا تعرف مكان ابن لادن. لكنه اعترف بان الاخير لا يزال على ما يبدو في الاراضي الافغانية، مشيرا الى ان الحراس التابعين للحركة الذين رافقوه عندما غادر قندهار "تلقوا اوامر بعدم إطلاع قادتهم على مكان وجوده. ولم يعودوا إلينا، ما يشير إلى أنه مازال في أفغانستان". في غضون ذلك، استبعدت مصادر ديبلوماسية في اسلام آباد تحدثت الى "الحياة"، أن توجه واشنطن ضربة جديدة إلى أفغانستان في وقت تركز جهودها على ازمتي البلقان والعراق . ووصفت كلام المسؤول الأميركي بانه نوع من التطمين الى ان ادارته لم تغفل قضية ابن لادن . وكان اندرفورث قال امام احدى اللجان التابعة لمجلس الشيوخ اول من امس ان "خبراءنا ومراقبين مطلعين اخرين، يعتقدون ان ابن لادن لا يزال موجوداً في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان التي تلعب لعبة محفوفة بالمخاطر وطائشة بمحاولتها اقناعنا بعكس ذلك". واكد ان "الولاياتالمتحدة ستنتقم من الحركة اذا شنّت الشبكة الارهابية لابن لادن هجمات على مصالح اميركية. واعتبر ان الاخير لا يزال يشكل خطراً على الولاياتالمتحدة، على رغم قيام "طالبان" بالحد من قدرته على اجراء اتصالات. وكشف إندرفورث علناً للمرة الاولى مضمون التحذيرات التي ابلغها الى "طالبان" الشهر الماضي. وقال: "اكدنا للحركة ولاولئك الذين يمارسون نفوذاً عليها ضرورة طرد ابن لادن الى مكان يمكن ان يمثل فيه امام العدالة. ابلغناهم انه يخطط للقيام باعمال ارهابية ضدنا. وكون طالبان منحته ملاذاً آمناً فاننا سنعتبرهامسؤولة عن اعماله". ورأى إندرفورث ان الضربة الصاروخية الاميركية لافغانستان في 20 آب اغسطس الماضي، دفعت ابن لادن الى توخي مزيد من الحذر وارغمت "طالبان" على تقييد اتصالاته. واشار الى ان ابن لادن "يتنقل كثيراً على ما يبدو. لكن لا نزال نعتقد انه يملك القدرة على الحاق الاذى بمصالح الولاياتالمتحدة". وتوجه إندرفورث الى موسكو امس لاجراء محادثات مع المسؤولين الروس حول افغانستان. وقال إندرفورث ان روسيا وايران تمدان "التحالف الشمالي" المناهض ل "طالبان" بدعم مادي، ومن المحتمل ان تواصلا تقديم هذه المساعدة حتى تقرر الحركة الجلوس والتفاوض مع التنظيمات الاخرى لانهاء النزاع الافغاني.