حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارته امس لعمان الاعتذار الى الاردن، وتهديد لبنان، والايحاء للفلسطينيين بأنه لم يجمّد تنفيذ "واي ريفر" وانه مستعد لتنفيذه جزئياً اذا نفّذ الفلسطينيون التزاماتهم. وخيّمت اجواء الحزن والصدمة على المؤتمر الصحافي الذي عقده نتانياهو، اذ تلقى خبر مقتل اربعة اسرائيليين في جنوبلبنان اثناء محادثاته مع الملك عبدالله. وأكد العاهل الاردني لرئيس الوزراء الإسرائيلي "اهمية التزام عملية السلام" اضافة الى ثوابت الاردن في "دعم الاستقرار والسلام في المنطقة" داعياً الاطراف المعنية بعملية السلام الى "التزام الاتفاقات الموقّعة". وافادت وكالة الانباء الاردنية ان الملك عرض مع نتانياهو "تطورات العملية السلمية وسبل دفعها الى امام". ورافق رئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارته الرسمية الاولى للاردن بعد وفاة الملك حسين، وزير خارجيته ارييل شارون، وحضر المحادثات من الجانب الاردني رئيس الوزراء فايز الطراونة ورئيس الديوان الملكي جواد العناني والأمير علي بن الحسين والأمير محمد بن طلال مقرر مجلس أمن الدولة ووزير الخارجية عبدالإله الخطيب ووزير المياه هاني الملقي ومدير المخابرات سميح البطيخي ورئيس أركان القوات البرية. وحاول نتانياهو توضيح تصريحات له نُشرت الجمعة الماضي وقال فيها ان الأردن "بلد ضعيف"، فقال امس ان الاردن "بلد قوي، والذين يفترضون انه ضعيف وغير مستقر مخطئون"، واضاف "ان لدى هذا البلد قيادة قوية، قيادة الملك عبدالله" الذي اعلن انه معجب بقيادته وسياسته "خصوصاً تجاه السلام" ووصفه بأنه "قائد حكيم". وهاجمت الصحف الاردنية امس رئيس الوزراء الاسرائيلي واعتبرت ان هدف زيارته للاردن "هو تحسين علاقاته مع الشارع الاسرائيلي" وليس رغبته "في تحسين العلاقات مع الاردن، فلذلك وسيلة اخرى يعرفها نتانياهو ولم يسلكها بعد"، كما ورد في احد التعليقات. وسأل صحافي اسرائيلي عن هجوم الصحافة الاردنية على نتانياهو فقال الطراونة: "صحافتنا حرة وهي تنتقد الحكومة الاردنية ايضاً". وبحث الجانبان الاردني والاسرائيلي في مواضيع فنية تتعلق بالعقبات الاسرائيلية امام انتقال البضائع الاردنية والاتفاقات التجارية ومشاريع مشتركة. ويشار الى ان وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون يمثل الجانب الاسرائيلي في المشاريع المشتركة مع الاردن ويقابله على الجانب الاردني وزير المياه هاني الملقي. وكان نتانياهو أوحى في تصريحاته امس بأن مسؤولية جمود عملية السلام على المسار الفلسطيني تلقى على السلطة الوطنية، اذ كرر استعداد بلاده لاعادة الانتشار في خمسة في المئة من مساحة الضفة الغربية اذا جرى الاقدام على "نزع سلاح الارهابيين وتدمير بناهم التحتية". واضاف انه "يمكن البحث عن مجالات اخرى للتعاون والتنفيذ". غير ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ردّ عليه فوراً داعياً إياه الى الكفّ عن "قول نصف الحقائق" معتبراً ان "الحَكَم الاميركي أصدر رأيه القائل بأن الفلسطينيين أوفوا بالتزاماتهم وما على اسرائيل الا ان تفعل ذلك".