في الذكرى الرابعة لتوقيع معاهدة السلام بين البلدين، يدشن الأردن واسرائيل اليوم مشروعاً لبناء سد تحويلي على نهر اليرموك في منطقة العدسية شمال المملكة. فيما تجرى في القدس في الوقت ذاته مراسم عسكرية لدفن رفات أربعة جنود أردنيين استشهدوا دفاعاً عن القدس في حرب عام 1967 وعثر على رفاتهم قبل بضعة شهور في ضواحي القدسالشرقيةالمحتلة. ويشارك كل من وزير الخارجية ووزير البنى التحتية الاسرائيلي آرييل شارون، ووزير المياه الأردني هاني الملقي في افتتاح المشروع الذي يعتبر تنفيذاً لأحد ملاحق معاهدة السلام، ويهدف مشروع السد التحويلي في العدسية، بالقرب من حدود الأردن الشمالية الغربية مع اسرائيل، الى تحويل مسار مياه نهر اليرموك الى قناة الملك عبدالله بدلاً من الأكياس الرملية التي كانت تستخدم لتحويل المياه الى القناة. وكانت اسرائيل تعارض تنفيذ المشروع في السابق بحجة وجود أماكن أثرية في الموقع. كما رفض الأردن قبل عامين اقتراحاً اسرائيلياً باستخدام موقع قريب يقع داخل الأراضي السورية التي تحتلها اسرائيل. وتمكن وزير المياه الأردني السابق الدكتور منذر حدادين وشارون من حل الخلافات بين البلدين حول المشروع في مفاوضات مكثفة جرت بينهما العام الماضي. وتمكن الجانبان من الاتفاق على موعد افتتاح المشروع خلال المحادثات التي اجراها نائب الملك ولي العهد الأردني الامير الحسن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في عمان في الرابع عشر من الشهر الجاري. واعتبر السفير الاسرائىلي في عمان اوديد ايران ان المشروع يشكل "نموذجاً للتعاون الاقليمي". وأعرب عن أمله في "انضمام الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين مستقبلاً لحل مشكلة تقاسم المياه في المنطقة". يذكر ان سورية بنت سدوداً على نهر اليرموك الذي يمر عبر أراضيها قبل عبور الأردن، ما قلل من نسبة المياه التى تصل الأردن، فضلاً عن تلوث المياه بسبب المشاريع الزراعية على الجانب السوري. وقال مسؤول أردني ل "الحياة" ان سورية تستخدم حصتها من مياه نهر اليرموك كما تقتطع جزءاً كبيراً من حصة الأردن، مخالفة بذلك اتفاقاً لتقاسم المياه تم التوصل اليه عام 1953. وشدد السفير الاسرائيلي في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة الذكرى الرابعة لتوقيع معاهدة السلام على ان الأردن سيلعب دوراً في مفاوضات الوضع النهائي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. واكد ان "الدور الأردني البناء بقيادة الملك حسين كان أساسياً في الوصول الى اتفاق الخليل واتفاق واي بلانتايشن، مشيراً الى ان طبيعة الدور الأردني "تتقرر بحسب ما يراه الأردن مناسباً لمصالحه". ومن المقرر ان تقام اليوم في القدسالشرقية مراسم عسكرية لدفن رفات أربعة جنود أردنيين قضوا دفاعاً عن القدس في حرب عام 1967 وعثر على رفاتهم بالصدفة في احدى ضواحي المدينة. وقال وزير الاعلام ناصر جودة: "ان رفات الشهداء سيتم دفنها في مقبرة اسلامية في قرية النبي صموئيل وسط مراسم عسكرية كاملة تقيمها القوات المسلحة الأردنية تكريماً واحتراماً لأرواح الشهداء الأبرار". واضاف ان عملية دفن الشهداء "ستتم وفق رغبة القوات المسلحة الأردنية التي أرادت لجنود الجيش العربي ان يعانقوا الثرى المقدس في حاضرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين". وتأخذ مراسم دفن الجنود الأردنيين الأربعة بعداً رمزاً سياسياً في ضوء استمرار الرعاية الأردنية للاماكن المقدسة الاسلامية في القدس منذ عام 1950، والدور الذي ضمنته معاهدة السلام للاردن في تقرير الوضع النهائي لتلك المقدسات.