بدأ وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون الترويج لرؤيته في شأن التسوية النهائية مع الفلسطينيين، محدداً الاطار العام الذي لن تخرج عنه الدولة العبرية. وبحسب رؤية شارون، ستبقي اسرائيل على احتلالها ما نسبته 58 في المئة من أراضي الضفة الغربية "لضمان أمن الدولة" العبرية. ونقلت عنه صحيفة "هآرتس" امس قوله ان التسوية النهائية ستركز على القضايا الاقتصادية والمياه مع "تأجيل قضايا الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين الى ما لا نهاية". وزار شارون امس عمان حيث التقى ولي العهد الاردني الامير الحسن، وصرح بأن المحادثات تناولت دور الاردن في "القضايا الخاصة بالوضع النهائي" مع الفلسطينيين. وعلى رغم تكتم المسؤولين الاردنيين والاسرائيليين، ذكرت مصادر اسرائيلية مطلعة ان شارون يأمل بالتوصل الى درجة عالية من التنسيق مع الاردن حيال قضايا الوضع النهائي، كما يرغب في تنفيذ اي اتفاق في التسوية النهائية على مدى عشرين سنة "تفادياً لتحولات سريعة قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار" في المنطقة. واضافت ان شارون يأمل بأن يساهم الاردن في نجاح مفاوضات الوضع النهائي من خلال اشتراكه مع الجانب الفلسطيني في عدد من القضايا الاساسية التي تقع في اطار الوضع النهائي كالقدس والمياه والحدود. ويرى شارون ان بامكان الاردن ان يلعب، بدعم اميركي، دورا اساسيا في ضمان نجاح المفاوضات بدخوله شريكا فيها بسبب ترابط مصالحه مع المصالح الفلسطينية. لكن رئيس الوزراء الاردني الدكتور فايز الطراونة أكد ان الاردن "لا يعرف كيف ستكون طبيعة مفاوضات الوضع النهائي، ولكن لن يتم بحث اي قضية تهمنا من دون التنسيق معنا، ولن نشارك في المفاوضات المباشرة". وكان الامير الحسن التقى مسؤولين فلسطينيين خلال الاسابيع الاخيرة وتبادل الجانبان وجهات النظر في شأن تنفيذ اتفاق "واي ريفر" وتنسيق المواقف من مفاوضات الوضع النهائي. ويعكف شارون حالياً على اعداد فريق عمل لصوغ تفاصيل الموقف الاسرائيلي من قضايا الوضع النهائي لتقديمها في اطارها العام الى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة حيث سيشارك في مؤتمر الدول المانحة للمساعدات للفلسطينيين. وافادت مصادر اسرائيلية ان شارون سيعرض خلال المؤتمر "خططاً اقتصادية للفلسطينيين ولمنطقة الشرق الأوسط" في اطار رؤيته للحل النهائي مع الفلسطينيين. الى ذلك، اوضحت الحكومة الاردنية ان مشكلة القيود الاسرائيلية على الصادرات الاردنية الى السوق الفلسطينية كانت من اهم نقاط في المحادثات مع شارون، الى جانب مناقشة عدد من المشاريع الاقتصادية، ومنها المشاريع المشتركة في منطقة حوض نهر الاردن. ورافق شارون الى عمان وزير الصناعة الاسرائيلي ناتان شارانسكي. في غضون ذلك اف ب، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس بتعزيز الاستيطان في المناطق التي انسحبت منها اسرائيل اخيرا في الضفة الغربية. واشار خلال لقائه مستوطنين الى خطط لبناء مساكن جديدة في المستوطنات الاربع في منطقة جنين حيث انسحبت اسرائيل الجمعة، كما اعلن مساعدة حكومية تتجاوز نصف مليون دولار اميركي لدعم المستوطنات، مشدداً على ان المستوطنات لن تعزل بشكل كلي و"سنحتفظ بخطوط المواصلات بين ايدينا"