OKAZ_online@ استشاط الأردن غضبا في أعقاب الهجوم الناري الذي شنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على العاهل الأردني في أعقاب انتقادات وجهها الملك عبدالله الثاني لتدخلات إيران في المنطقة، ورعايتها للإرهاب. وواجه الأردن التصريحات الإيرانية بالكثير من الحدة، لأنها لم تحمل سوى الكذب ولم تتطرق لأي وقائع تدحض ما تحدث به عاهل الأردن عن الإرهاب، وعلاقته بإيران، وهو الأمر الذي دفع الحكومة الأردنية لاستدعاء السفير الإيراني في عمان محبتي فردوسي للاحتجاج على تصريحات الخارجية الإيرانية. أسباب الغضب الأردني لا يقف طبعا عند الجانب التخريبي للسياسة الإيرانية، فلدى عمّان الكثير من التحفظات على الجانب الاستخباري الإيراني، والذي تعتقد عمّان أنه يحاول اختراق بعض مؤسساتها دوما. الخارجية الأردنية التي استدعت السفير الإيراني لم تعلن تفاصيل ما جرى، مكتفية بالقول إنها احتجت على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية والتي مست العاهل الأردني، لكن العارفين ببواطن الأمور أكدوا ل «عكاظ» أن الأردن حمل السفير الإيراني رسائل أردنية قاسية انتقدت بشدة وللمرة الأولى الاستثمار المريب في الطائفية الذي تمارسه طهران في العراق وسورية. السفير الإيراني لم يسمع أو يحمل فقط رسائل الاحتجاج الأردنية بل تعدى الأمر الاحتجاج إلى الطلب منه التوقف عن الدور المشبوه الذي تلعبه السفارة في عمّان، وهي محاولات ترقى لدور «التجسس» طالبة منهم الالتزام بالأعراف الدبلوماسية، وعدم تجاوزها حتى لا تضطر عمان إلى اعتبار سفير طهران في عمّان غير مرغوب فيه. الأردن أعاد التأكيد للسفير الإيراني بمصالح الأردن العليا، ملمحا إلى أن سياسات التواطؤ الإيرانية مع المجموعات الطائفية وتذكية الصراع الطائفي في العراق وسورية والتدخل بالشؤون الداخلية لدول عربية عدة سواء العراق، أو سورية، ولبنان، واليمن، وهذا يدلل على أن ما يجري ليس «اختراقا دبلوماسيا مألوفا ومقبولا» بقدر ما هو اختراق بقصد النفوذ والتأزيم والاستثمار في الصراع الطائفي والهيمنة.