جددت السعودية امس تأكيد وقوفها الى جانب العاهل الاردني الجديد الملك عبدالله بن الحسين بن طلال في برقيات تعزية وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز. ووصف الملك فهد في برقية التعزية الملك حسين بأنه "الاخ". وقال: "فقدنا بوفاته أخاً عزيزاً عاش معنا وعشنا معه بالقلب فى صحته ومرضه". وقدم التعزية "باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية واسمي شخصياً نبعث لجلالتكم واخوانكم الاعزاء وكافة أفراد العائلة المالكة الكريمة والشعب الاردني الشقيق بالغ التعازي والمواساة في الفقيد الراحل". وخاطب الملك فهد الملك عبدالله قائلاً: "عزاؤنا أن جلالتكم ستعملون - بإذن الله - على ملء الفراغ الذى تركه والدكم الراحل فى هذه الظروف التى تواجه فيها أمتنا العديد من التحديات، وان بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية يؤكد عمق الروابط ومتانة العلاقات الاخوية بين بلدينا الشقيقين". وأكد الملك فهد انه "لا يسعنا الا أن نسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويشمله برضوانه وأن يوفقكم فى مسيرتكم لخدمة بلدكم الشقيق والمساهمة فى خدمة قضايا أمتكم العربية والاسلامية". ووجه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة مؤثرة للملك عبدالله، قال فيها: "ياصاحب الجلالة: ماذا يمكن لي أن أقول لأخي عبدالله بن الحسين وأسرته الكريمة ولأسرة الحسين الكبيرة شعب الاردن الشقيق، غير غفر الله لفقيد الأمة الحسين بن طلال وجبر مصاب الجميع فيه فقد خرج من دنيانا الفانية الى رحاب الله ورحمته الواسعة، وستظل سيرته وشخصيته المميزة حاضرة فى تاريخ هذه الامة، قد تكون منها مدرسة تدرس فيها الديبلوماسية ويدرس فيها كيف كان الحسين بن طلال فى تعامله مع الآخرين، ذلك التعامل الذى تمثلت فيه شعرة ذلك الاموي الكبير فى يد الحسين التي لم يقطعها بينه وبين مخالفيه، ان شدّوها أرخاها وان أرخوها شدّها وهكذا، فليرحمه الله وليغفر له فلربما كان أكثر السياسيين حظاً في الاهتمام به في هذه المنطقة الحساسة". وخاطب الأمير عبدالله العاهل الأردني قائلاً: "صاحب الجلالة الأخ عبدالله بن الحسين أنت اليوم تدخل تجربة جديدة أعانك الله عليها، لكن والدك الحسين غفر الله له قد وضع لك عليها علامات الطريق وعبّده بوعيه السياسي والخلقي في عشرات السنين ولم لأردننا الشقيق وشعبه في نفوسنا ملكاً وشعباً من مكانة تاريخية لا يمكن أن يلحق بها تغيير لأنها من الثوابت الاخوية والسياسية عندنا، نؤكد لكم أننا معكم ومع شعب الأردن الشقيق في السراء والضراء. ولاحساسنا البليغ في المملكة العربية السعودية بمصابكم الجلل لا نقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون فما هذه الحياة الفانية بدار مقام. وقديماً قال الحكيم العربي: وقد فارق الناس الأحبة قبلنا وأعيا دواء الموت كل طبيب وقال أيضاً: وما أحد يخلد في البرايا بل الدنيا تؤول الى زوال يدفن بعضنا بعضا وتمشي أواخرنا على هام الأوالي". وتابع: "صاحب الجلالة: ما الحسين بن طلال غفر الله له بعابر سبيل مر بالحياة وخرج منها مثلما أتى فقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه لم يعد للأردن وشعب الأردن وأسرته فحسب بل هو اليوم ملك أمته بكل ما خلفه من تجارب غنية ستختلف عليه رحمة الله الأقلام وستتسع السبل من حوله لأن خمساً وأربعين سنة خاضها في معترك الأحداث في الوطن والعربي والاسلامي بل والعالمي هي شيء ثمين لا يمكن الا أن تسعى اليه أقلام أمته لأنه ملكها". وأضاف الأمير عبدالله: "ان أنسى لا أنسى أبداً ولا تضعف ذاكرتي عن ذلك اليوم الذى زرت فيه أخي الحسين بن طلال رحمه الله وهو فى الولاياتالمتحدة الاميركية، وانه ليوم أفقدني صبري وجدلي واحتمالي حين أخذني رحمه الله بالاحضان، ثم أخذ يقبلني بحرارة عليها ملامح الحزن والاسى دمعت عيناه غفر الله له وقال أشياء كثيرة عن ذكريات جميلة بينه وبين أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ثم أتبعها بدعائه له ولشعب المملكة العربية السعودية وبشكل يفيض بالحب والوفاء، ذلك يوم لن أنساه أبداً وسينعكس أثره على نفوسنا وشعبنا فى المملكة العربية السعودية فنراه فيكم ان شاء الله خير خلف لخير سلف". واختتم البرقية بقوله: "وتقبلوا يا صاحب الجلالة عزائي لكم وصادق دعواتي ولكل الاخوة وأسرتكم الكريمة وشعبكم الشقيق وهو عزاء لنا جميعا ولا حول ولا قوة الا بالله العلس العظيم". وقال الأمير سلطان للملك عبدالله بن الحسين: "عزاؤنا فى الفقيد الراحل انكم ستسيرون بعون الله على خطاه حين عاش وعمل لبلده بكل عزيمة واخلاص وساهم في خدمة قضايا أمته العربية والإسلامية طيلة حياته". وكان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رأس اعتباراً من ليل الأحد الوفد السعودي للتعزية في الملك حسين وتشييع جنازته. وضم الوفد الأمير طلال بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والمستشار في ديوان ولي العهد الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير النقيب الطيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير المال والاقتصاد الوطني الدكتور ابراهيم العساف. لقاءات وأفادت "وكالة الانباء السعودية" أن الامير عبدالله زار امس قصر الندوة الملكي في عمان، حيث استقبله رئيس الوزراء الاردني الدكتور فايز الطراونة، واستقبل الأمير عبدالله في قصر الندوة ظهر امس الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والرئيس الأميركي بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس التركي سليمان ديميريل، وولي عهد بريطانيا الامير تشارلز، و الرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش وجيمي كارتر. كما التقى الامير عبدالله الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ورئيس الوزراء البوسني حارث زيلادتش. الملك عبدالله وكان الأمير عبدالله عقد فور وصوله الى عمان ليل الاحد اجتماعاً مع العاهل الأردني الجديد. وصرح للصحافيين في مطار عمان بأن الملك حسين "صديق وأخ عزيز وفي صاحب الجلالة الملك الأخ عبدالله واخوانه ورجال وشعب الاردن البركة". وعن العلاقات السعودية - الاردنية قال ولي العهد السعودي ان "علاقات المملكة مع الاردن متينة، وإن شاء الله تكون أمتن وأمتن، لأن الاردن ومليك الاردن ورجالات الاردن عزيز علينا، ولا يمكننا نحن ان نفرط في الاردن مهما كان، ونحن نفدي الاردن بالارواح". وكان الامير عبدالله متأثراً جداً وهو يتحدث عن الملك حسين عندما سئل عنه، وقال: "ماذا تريد من اخ فقد أخاً عزيزاً عليه، جلالة الملك رحمه الله أخي وصديقي وعزيز علي دائماً وأبداً، وأتمنى له الرحمة والغفران".