يبدأ نائب الرئيس الأميركي آل غور مساء اليوم زيارة للسعودية تستمر يومين، يجري خلالها محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، مساء اليوم. ووصل غور امس الى اسرائيل حيث اكد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه "بينما تسعى اسرائيل الى تحقيق قدرها، فإن الولاياتالمتحدة لن تدعها ابداً تقف وحيدة". وزاد ان واشنطن "ستبقى الى جانبكم دائماً في سعيكم الى السلام والامن" راجع ص 3 وعقد غور محادثات مع نتانياهو الذي وصفه بأنه "أحد أكبر اصدقاء اسرائيل في العالم"، ثم التقى نائب الرئيس الاميركي الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان ورئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت. وقال غور في لقاء مع مجموعة من زعماء اليهود الاميركيين يزورون اسرائيل حالياً: "ان ما نواجهه اليوم في عملية السلام... هو الحاجة الى التقدم اذا اردنا المحافظة على المكاسب التي تحققت. ان فرصة تحقيق السلام لم تكن يوماً حقيقية اكثر مما هي الآن يجب الا نضيعها". وجاءت زيارة غور لاسرائيل في مناسبة احتفالاتها بالذكرى ال 50 لقيام الدولة اليهودية. وعلم في الرياضوجدة ان المحادثات الرسمية السعودية - الأميركية ستتواصل غداً وسيرأس الأمير عبدالله الجانب السعودي فيها. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" "ان زيارة آل غور للسعودية تأتي في إطار المساعي الحثيثة التي تبذل لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط والنهوض بها من مأزقها الحالي والتشاور مع المسؤولين السعوديين في كل ما يتعلق بالمستجدات في المنطقة. وتركز المحادثات السعودية - الأميركية على التعثر الذي تشهده العملية السلمية والخطوات التي يمكن ان تتخذ لتحريك عملية السلام واخراجها من الجمود الذي تشهده. كذلك ستتطرق إلى الوضع في منطقة الخليج في ضوء ما تردد عن امتلاك العراق أسلحة بيولوجية، والبحث في مسار العلاقات بين البلدين. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن المسؤولين السعوديين سيطلبون من الجانب الأميركي بذل جهود أكبر للضغط على إسرائيل لتغيير مواقفها المتعنتة من عملية السلام، وبخاصة عقب إعلان الرئيس ياسر عرفات أول من أمس موافقته على المبادرة الأميركية، قبل اجتماع لندن المرتقب. ويتوجه نائب الرئيس الاميركي بعد انتهاء زيارته الى منطقة الخرج لزيارة قاعدة الامير سلطان الجوية فيها. ويغادر بعدها الى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك. وفي بيروت، نقل السفير البريطاني ديفيد ماكلينان رسالة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى نظيره اللبناني رفيق الحريري تناولت التحرّك البريطاني في المنطقة في شأن عملية السلام. وقال ماكلينان في تصريح بعد لقائه الحريري، "ان الرسالة تتحدث عن التوقعات في شأن اجتماع لندن الاثنين المقبل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". وسُئل: هل تناول البحث احتمال زيارة الحريري للندن؟ أجاب "هذا الامر مطروح ولكن لم يتحدد موعد بعد". وعلمت "الحياة" ان رسالة بلير تضمنت شرحاً لنتائج زيارته لاسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية واسباب عدم زيارته بيروت، لكنه عرض ما قامت به بريطانيا في شأن ما هو مطروح على الصعيد اللبناني وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425. وأوضحت مصادر رسمية ان رسالة بلير "لا تشير الى توقعات متفائلة في ما يتعلق باجتماع لندن، على المسار الفلسطيني وتتوخّى الحذر على هذا الصعيد، لكنها أكدت ان بريطانيا "تسعى الى تحريك عملية السلام في كل المسارات وليس على مسار واحد". الى ذلك، اعلن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام في حديث الى اذاعة "الشرق" ان "سورية لا تفاوض ولن تفاوض على أي موضوع يتعلق بلبنان". واكد "ان اسرائيل لا تستطيع ان تطلب من لبنان وسورية ضمان الأمن في ظل حال الحرب". واوضح ان بريطانيا في الموضوع اللبناني "ليست تماماً الى جانب الموقف الاسرائىلي". واعتبر ان الرئيس الحريري "بذل جهوداً جيدة على الصعيدين العربي والدولي لدعم لبنان". وعن إمكان التفاوض السوري مع اسرائيل على القرار 425 وعلى المسار السوري من النقطة التي انتهت اليها المفاوضات السابقة، اكد ان الپ"425 غير قابل للتفاوض". واضاف "في المراحل السابقة اتفقنا على نقطتي "الانسحاب الاسرائىلي الى خطوط 4 حزيران يونيو عام 67، ومبادئ الترتيبات الأمنية وأهدافها. وعندما تقبل اسرائيل استئناف المفاوضات من حيث توقفت والتزمت الحكومات الاسرائىلية السابقة، والاتفاق موضوع عند الأميركيين، فأي مفاوضات لا تُنجز في ساعة واحدة" كونها تشمل عناصر عدة. ونفى ان تكون فكرة عقد مؤتمر دولي جديد بدل صيغة مدريد مطروحة. وسأل "هل اذا عقدنا مؤتمراً جديداً تحلّ المسألة؟ لا بدّ من مواصلة الكفاح. عملنا مدريد وهناك قواعد ومرجعية". وقال ان العمل العسكري الاسرائىلي "مخاطرة في اتجاهين وليس في اتجاه واحد". وسئل: ماذا يحصل اذا عملت اسرائيل بخيار وزير البنية التحتية الاسرائيلي ارييل شارون وانسحبت على مراحل؟ أجاب: "الارض التي تنسحب منها تصبح تحت أمرة الدولة اللبنانية". وقال ان الموقف اللبناني "مدعوم من كل الدول العربية ما عدا دولة واحدة".