فجعت الأوساط الرياضية في مصر بأحداث الشغب المؤسفة التي اجتاحت ملعب الزمالك، والذي بات متكرراً في الملاعب المصرية، وصل ذروته قبل مباراة الزمالك والأهلي في المرحلة التاسعة للدوري المصري لكرة السلة، والغريب أن المباراة ليست مهمة ولا فاصلة لأن الناديين يتنازعان المركزين الثاني والثالث في الترتيب بعد الاتحاد السكندري متصدر المسابقة، وهو الأمر الذي يشير الى سوابق الإصرار والترصد بين جماهير الناديين المتجاورين، ووصلت الروح العدائية بينهما الى أقصى درجاتها في كل الملاعب في الشهور الأخيرة. اكتظت مدرجات صالة الزمالك، التي لا تسع اكثر من الفي متفرج، مبكراً بأنصار الزمالك قبل ساعة من بدء المباراة، وتعالت هتافاتهم العدائية ضد الأهلي ولاعبيه والحكام والصحافيين واتحاد السلة وناديي الاتحاد والجزيرة، وظهرت بوادر الكارثة عندما تأخر وصول قوات الأمن الى الملعب، وقبل 30 دقيقة من الموعد الطبيعي للمباراة وصلت جماهير الأهلي التي زاد عددها عن 900 متفرج، وتدفقوا الى المدرجات الملاصقة لأنصار الزمالك، وسرعان ما تحولت سماء الصالة الى ساحة حرب للزجاجات والحجارة والمقاعد الطائرة، وارتفع الصراخ وكثرت الاصابات دون وجود شرطي واحد للتدخل. وبعد 15 دقيقة من التراشق بالحجارة والزجاجات وصلت قوات الشرطة المؤلفة من 10 أفراد فقط، وتدخل الأمن لإبعاد جماهير الأهلي الى ركن بعيد في المدرجات لضمان فاصل كبير بين الجمهورين. وفور نزول لاعبي الأهلي الى أرض الملعب استعداداً للمباراة تعرضوا لأمطار من الحجارة، وسقط اللاعبان علاء زهران وعمرو صابر على الأرض مصابين وهرب اللاعبون الى غرف الملابس، ولم يجد خالد مصطفى لاعب الأهلي مكاناً للجوء إليه سوى زملائه من لاعبي الزمالك الذين أحاطوا به في روح رياضية عالية. وأشارت كل الشواهد الى ضرورة إلغاء المباراة لعدم وجود الأمن الكافي وتوتر الأجواء بشكل مخيف، وفوجئ الحكمان الدوليان سلامة جيلاني وعمرو عبد الحافظ عند نزولهما الى أرض الملعب بعدم وجود لوحة للنتائج، وهو الأمر الذي يحول قانونياً دون بدء المباراة وفقاً للوائح، واصر أشرف توفيق مدرب الأهلي على عدم اللعب إلا بعد وصول قوات كافية من الأمن لضمان الحماية والسلامة الكافية للاعبيه. وفي هدوء وسرية اجتمع الحكمان مع مراقب المباراة محمد قنصوة، واتخذوا قراراً بعدم إقامة المباراة لعدم صلاحية الملعب، وغادر الحكمان نادي الزمالك للانتظار في نادي الترسانة المجاور لمعرفة تطورات الموقف. أحست إدارة الزمالك بخطر الموقف واحتمالات توقيع عقوبات شديدة ضده، وبادروا لإصلاح الوضع بدعوة عضو مجلس ادارة الأهلي اللواء سفير نور، وهو أحد قيادات الشرطة في القاهرة لإعادة الفريق الى الملعب، وتمكن اللواء من استقدام قوات جديدة للشرطة وطلب من اللاعبين العودة الى الملعب لبدء اللقاء بعد ازدياد الأمن. وبعد ساعة من المفاوضات نزل الفريقان مجدداً لإجراء الإحماء تمهيداً لاستدعاء الحكام من نادي الترسانة، ولكن الأمور تفاقمت عندما تعرض الحسين سمير جناح الزمالك لإصابة مباشرة في كتفه من زجاجة طائرة من مدرجات جماهير الأهلي، وردت جماهير الزمالك الثائرة على الفور وهرب اللاعبون والحكام والإداريون من أرض الملعب. تدخلت الشرطة من جديد وألقت القبض على عدد من المتفرجين من الجانبين. وبعد تأخير نحو الساعتين نفذ الحكم سلامة جيلاني كرة القفز بين ياسر أبو الفتوح كابتن الأهلي وشريف الصناديلي كابتن الزمالك معلناً بدء المباراة الملتهبة، ووضح جلياً التوتر الزائد لدى لاعبي الأهلي العاجزين عن السيطرة على أعصابهم. وتقدم الزمالك بسرعة مع تألق لاعبيه هيثم السعيد والصناديلي وعلي الجنايني وهشام أبو سريع وأحمد عبدالفتاح، وتقدم الزمالك مبكراً 30/18 وسط هتافات وأناشيد من جماهير الزمالك السعيدة. وعلى الجانب الآخر كان لاعبو الاهلي بعيدون عن مستواهم، ولولا المتألق طارق الغنام أطول لاعبي الأهلي والمباراة لاتسع الفارق الى 30 نقطة، ولكن الغنام سجل بمفرده 21 نقطة للأهلي في الشوط الأول، وتمكن من ابقاء فريقه في اجواء المباراة وانتهى الشوط الأول لمصلحة الزمالك 42/39 فقط! في الشوط الثاني تحسن أداء الأهلي جداً بعد ازدياد ثقة لاعبيه واستعادتهم الشعور بالأمن، وتقدم الأهلي للمرة الأولى 46/45 وتمكن من توسيع الفارق الى 63/53 في منتصف الشوط، ولكن مدرب الزمالك بكري سليم أجرى تعديلاً في تشكيلة فريقه باشراك وائل بدر وطارق السعيد، وعاد الزمالك للاقتراب مع تألق لافت للنجم الأول علي الجنايني وضاقت النتيجة مجدداً الى 73/72 للأهلي قبل 7 دقائق من النهاية، ولكن سوء الحظ لاحق الزمالك عندما تعرض الجنايني، الذي قدم أفضل مبارياته على الاطلاق، لاصابة شديدة في ضلوعه أثر احتكاك مع لاعب الأهلي طارق الغنام، وسقط الجنايني على الأرض صارخاً من الألم، وخرج من الملعب محمولاً ولم يتمكن من العودة مجدداً، وتوترت المدرجات البيضاء إزاء عدم اتخاذ الحكمين لأي قرار بالعقوبة ضد الغنام الذي اصطدم مع الجنايني. تأثر الفريقان سلباً بالتوتر وطاشت ألعابهم وتمريراتهم وتصويباتهم، ومرت ثلاث دقائق كاملة دون أن يحرز أي فريق نقطة واحدة، وأهدر خلالها أحمد عبدالفتاح وياسر أبو الفتوح وشريف علي 6 رميات حرة. واستعاد الأهلي توازنه في الدقائق الأخيرة، وتألق علاء زهران في قيادة الأهلي واحرز 23 نقطة في الشوط الثاني، وتصدر زهران قائمة هدافي المباراة، برصيد 31 نقطة قبل زميله طارق الغنام الذي سجل 25 نقطة مقابل 16 نقطة فقط لشريف الصناديلي. اتسع الفارق للأهلي الى 87/80 قبل 10 ثوان من نهاية المباراة، وأيقن جمهور الزمالك أن فريقه خاسراً لا محالة، وتعالت هتافات جماهير الأهلي العدائية داعية لاعبيها الى العنف بقولهم "موتوهم.. قطعوهم" وهو ما زاد من ثورة جماهير الزمالك وعاودت القاء الحجارة والزجاجات على الملعب في لحظة تسجيل وائل بدر لآخر نقطتين لفريقه قبل 5 ثوان من النهاية. وتبقى على وقت المباراة الأصلي 9،4 ثوان عندما استحال إكمال المباراة، وهرب اللاعبون والحكام الى غرف الملابس واعلنوا إلغاء المباراة، وازداد الأمر سوءاً بإطفاء الأنوار سريعاً، وظل الموقف ملتهباً حتى منتصف الليل مع تهديدات ووعيد من جماهير الأهلي بالانتقام الجسدي من انصار الزمالك في مباراة الإياب التي ستقام في نهاية آذار مارس المقبل في صالة الأهلي. واسفرت بقية مباريات المرحلة عن فوز الاتحاد على مضيفه غزل المحلة 98-43 الشوط الأول 50-22 والجزيرة على الترسانة 84-72 47-35 والمقاولون العرب على الشمس 82-72 37-32 وطنطا على الالومنيوم 76-69 38-30.