غزة - اف ب - ابدى الفلسطينيون امس حزنهم وتأثرهم لوفاة العاهل الاردني الملك حسين، فبعد قليل على اعلان الوفاة كانت السلطة الفلسطينية، التي خاضت قيادتها الحالية معارك دموية مع الاردن عام 1970، تصف العاهل الاردني بانه كان "رجل دولة وزعيما وقائدا ملهما وحكيما وشجاعا في خدمة شعبه وقضايا امته العادلة، خصوصا قضية الشعب الفلسطيني التي منحها الكثير من وقته وتفكيره واهتمامه وعزيمته". واعلنت السلطة الفلسطينية حدادا لمدة ثلاثة ايام على وفاة الملك الحسين وقطعت الاذاعة والتلفزيون الرسميان برامجهما وبثا آيات من القران الكريم، في حين بثت محطات تلفزيون واذاعة خاصة في الاراضي الفلسطينية موسيقى جنائزية وعرضت برامج خاصة توثق لحياة الملك. واعربت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس على لسان زعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين عن الحزن والتأثر لوفاة الملك حسين. وقال الشيخ ياسين ان وفاة الملك "خسارة للاردن والمنطقة العربية"، متمنيا ان يتمتع الاردن بالاستقرار والامن الان ودائما. كذلك اعرب رئيس المكتب السياسي ل"حماس" في الاردن السيد خالد مشعل عن حزنه لوفاة الملك حسين، متمنيا للاردن ان "يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة بسلام نحو المزيد من الاستقرار والتماسك". يذكر ان الملك حسين تدخل لاطلاق الشيخ ياسين الذي كان يمضي حكما بالسجن المؤبد في اسرائيل، وذلك اثر محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مشعل اواخر شهر ايلول سبتمبر عام 1997 ونفذها جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد. وفور انتشار نبأ وفاة العاهل الاردني بدأت مآذن مساجد في مدينة غزة حيث مقر السلطة الفلسطينية ببث تسجيلات لسور من القرآن. وافادت مصادر في بيت لحم جنوبالضفة الغربية ان عائلات مسيحية تخطط لاقامة صلاة خاصة على روح الملك مع توقع ان تقرع اجراس الكنائس حزنا. وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئيس ياسر عرفات ان الرئيس الفلسطيني سيترأس وفدا فلسطينيا "رفيعا" للمشاركة في تشييع جثمان الحسين اليوم في عمان. في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة ان اجتماعات عقدت امس في اكثر من مدينة فلسطينية لتشكيل وفود شعبية ستتوجه الى عمان خلال الايام المقبلة لتقديم العزاء في وفاة الحسين. اما الصحف الفلسطينية اليومية التي افردت معظم صفحاتها خلال الايام الاخيرة لبث الاخبار والتقارير عن احتضار العاهل الاردني، فستمتنع خلال ايام الحداد عن نشر اعلانات التهاني على صدر صفحاتها الاولى. وعكست هذه الاشارات الرسمية والشعبية الشعور العام الفلسطيني تجاه وفاة الملك حسين الذي ارتبط هو وبلاده بعلاقات غير عادية مع الشعب الفلسطيني. وقال ابراهيم ابو عصب 37 عاما وهو صاحب دكان بيع اشرطة تسجيل في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، بعد ان استبدل الاغاني بآيات من القرآن: "نشعر بالحزن والاسى لغياب الحسين الذي وقف دوما الى جانب الشعب الفلسطيني". واكدت رلى محمد وهي مدرسة من القدس العربية: "لقد تأثرت كثيرا لوفاة الملك وكنت اتمنى ان يعيش فترة اطول". وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، كانت ردود الفعل على وفاة العاهل الاردني مشابهة لمثيلاتها في المناطق الفلسطينية الاخرى. وقال التاجر ناصر قرمان 37 عاما انه "متأثر لنبأ الوفاة". واضاف: "لكن يجب الا ننسى الزوايا المظلمة في العلاقة مع الفلسطينيين"، في اشارة الى حرب "ايلول الاسود" عام 1970 بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الاردني التي سقط خلالها نحو خمسة الاف شخص. يذكر ان الضفة الغربية كانت جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية الى حين احتلتها اسرائيل عام 1967، لكنها ظلت مرتبطة اداريا بالاردن حتى اعلان الملك حسين فك الارتباط معها عام 1989. وهي خطوة اعتبرها الفلسطينيون مقدمة عملية لاعتراف الاردن بحقهم. في اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس التي شهدت عام 1951 اغتيال جد الحسين الملك عبدالله بيد فلسطيني. وتشهد العلاقة الفلسطينية - الاردنية منذ عام 1989، عام فك الارتباط، استقرارا وتحسنا لم تشهده طوال العقود الماضية.