يزور الرئيس زين العابدين بن علي واشنطن قريباً تلبية لدعوة من الرئيس كلينتون، في زيارة هي الثانية يقوم بها للولايات المتحدة منذ وصوله الى سدة الرئاسة في 1987. وتهدف الزيارة الى اجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين ستركز على قضايا مغاربية وعربية ودولية، بالاضافة للبحث في آفاق تعزيز العلاقات الثنائية في ظل رغبة واشنطن الارتقاء بها الى مرحلة أعلى من التعاون. وكان أربعة مسؤولين أميركيين زاروا تونس العام الماضي، هم مساعد وزيرة الخارجية للاقتصاد والصناعة ستيوارت أيزنستات، ومساعدها لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك، ووكيل وزارة الدفاع والتر سلوكمب ومساعد وزيرة الخارجية رونالد نيومان. وأفادت مصادر مطلعة ان مساعد وزير الخارجية السابق روبرت بلليترو لعب دوراً كبيراً في ترتيب الزيارة كونه أحد المدافعين البارزين على تطوير العلاقات مع تونس. وهو عمل سفيراً في تونس أواخر الثمانينات قبل تعيينه مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ثم زار تونس مرتين العام الماضي استقبله خلالهما بن علي طويلاً. وتوقع مراقبون ان يركز الرئيس محادثاته في واشنطن على مشروع الشراكة المغاربية - الأميركية في ضوء الدعوة التي وجهها أيزنستات أخيراً لوزراء من تونس والجزائر والمغرب لاجراء محادثات في واشنطن الربيع المقبل، ترمي الى بلورة المشروع الذي كان عرضه أيزنستات نفسه على البلدان الثلاثة خلال جولة قادته الى كل من الرباطوتونس الربيع الماضي. ويرجح أن يحظى موضوع تطوير التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والعسكرية بالأولوية في المحادثات، وكانت تونس حصلت أخيراً على مساعدات أميركية مهمة تمثلت في معدات وتجهيزات حديثة مما عكس المستوى الجيد للتعاون العسكري. وحافظت اللجنة العسكرية المشتركة التي شكلها البلدان في 1981، في أعقاب اعتداء كوماندوس آتٍ من ليبيا على مدينة قفصةجنوب، على دورية اجتماعاتها السنوية في احدى العاصمتين بالتناوب. وزار وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية والدولية تونس الخريف الماضي حيث رأس اجتماعات الدورة السادسة عشرة للجنة مع وزير الدفاع التونسي حبيب بن يحيى. وكان بن يحيى أجرى الصيف الماضي محادثات في واشنطن مع نظيره وليم كوهين، ورئيسي لجنتي الدفاع والخارجية في كل من الكونغرس ومجلس الشيوخ، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي لدرس خطط تطوير التعاون العسكري وزيادة حجم المساعدة المقررة لتونس. كذلك يتوقع أن تشمل المحادثات، التطورات في قضية "لوكربي" والأزمة بين العراق والأمم المتحدة، وهما الملفان اللذان تتسم مواقف البلدين منهما بتباعد شديد، كون الرئيس التونسي يحض في جميع خطبه على الرفع الفوري للعقوبات الدولية عن ليبيا والعراق مع التمسك بالشرعية الدولية. كما تتناول المحادثات الوضع الأمني في المنطقتين المغاربية والمتوسطية، ووسائل تطوير التعاون في مكافحة الارهاب. وترتدي هذه المسائل أهمية خاصة بعدما دعا الحلف الأطلسي الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة خمسة بلدان متوسطية بينها تونس الى محادثات استكشافية للمرة الأولى الشهر المقبل في اسبانيا على مستوى السفراء للبحث في امكانات اقامة علاقات تعاون مستقبلاً.