أكد مصرفيون أردنيون أمس السبت ان هناك اندفاعاً على تحويل الدينار إلى دولار، غير ان التحويلات بقيت في الحدود المتوقعة ولم تسيرها مشاعر الذعر والفزع. وقال المصرفي مفلح عقل ل "الحياة" إن الطلب على تحويل الدينار إلى الدولار حتى ظهر أمس كان متواضعاً، وان السوق المصرفية لم تشهد أي طلبات تحويل غير عادية. وأكد ان طلبات التحويل لا تشكل أي تهديد للوضع المالي في الأردن، وهو وضع يتميز بالقوة والرسوخ، مشيراً إلى أن هناك 5،3 بليون دولار في المصارف الأردنية في شكل ودائع، ونحو أربعة بلايين دينار، ما يعني أن تحويل عشرة ملايين دينار "لا يعني شيئاً ولا يؤثر كثيراً، خصوصاً وأن سعر الدولار ثابت والسوق مستقرة". ومعلوم ان سعر الدينار الأردني رُبط بسعر الدولار عام 1995، على أساس 708 فلسات للشراء و710 للبيع. وعزا السيد عقل عدم تكرار ما حدث الصيف الماضي، عندما اندفع الكثيرون إلى تحويل الدينار إلى الدولار، بعد ورود أنباء اصابة العاهل الأردني الملك حسين بسرطان الغدد اللمفاوية ومغادرته إلى الولاياتالمتحدة للعلاج، إلى أن تلك كانت الصدمة الأولى، إذ فوجئ الجميع بذلك الحدث، ما أدى إلى الاندفاع لتحويل الدينار إلى دولار وتحويل الدولارات إلى الخارج. وأضاف: "أما الآن فإن كل شيء أصبح معروفاً تماماً ولم يعد هناك ما هو خارج التوقع، فولاية العهد أصبحت معروفة والمؤسسات راسخة، وسعر الدينار مستقر والاحتياط من العملات الأجنبية متوافر، ولم يتم استخدامه". وقدر حجم الأموال المحولة الصيف الماضي بنحو 300 مليون دولار، وحجم تحويلات الدينار إلى دولارات في أسواق الصرافة بنحو 200 مليون دينار. وقال عقل إنه يتوقع ان يقبل الأردن على مرحلة من الازدهار الاقتصادي، مشيراً إلى المساعدات والمعونات التي تعهدت بها بعض الدول والمؤسسات، ومن بينها دول عربية خليجية. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة أيضاً قطعت تعهدات بدعم الأردن مادياً واقتصادياً، فيما أبدى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي استعدادهما لمساعدة الأردن على إعادة جدولة ديونه ومده بالقروض والمعونات. وقال مصدر في البنك المركزي الأردني ل "الحياة" إن البنك يفتح أبوابه لبيع الدولارات لمن يريد سواء كانت تلك الجهات مصارف أو أفراداً. واستبعد المصدر أن يتخذ البنك المركزي أي اجراءات استثنائية، مؤكداً ان احتياط البنك من العملات الصعبة يقف عند 2،1 بليون دولار، وهو رقم يزيد على ما هو مطلوب منه من قبل البنك الدولي بنسبة الضعف، وان البنك قادر على مواجهة الاحتمالات كافة. وقال المصدر نفسه إن البنك المركزي يمد المصارف الأردنية بما فيها تلك التي لها فروع في الضفة الغربية لمواجهة أي احتمالات متوقعة. وحول ما حدث في القدسالمحتلة أول من أمس الجمعة، قال المصدر إن ذلك عائد إلى أن اليوم كان يوم جمعة، حيث تقفل المصارف ومحلات الصرافة باستثناء المؤسسات التي تتعامل مع الجمهور اليهودي، مشيراً إلى أن انخفاض سعر الدينار الأردني ازاء الشاقل الإسرائيلي بنسبة تراوح بين 5 و10 في المئة كان أمراً عابراً. وعلمت "الحياة" من خلال اتصالات هاتفية أجرتها مع صيارفة في القدسالمحتلة ان سعر الدينار ازاء الشاقل الإسرائيلي قد تحسن بنسبة كبيرة أمس، بعدما شهد انخفاضاً الجمعة، وأنه الآن منخفض عن السعر الاعتيادي بما نسبته واحد في المئة فقط. من جهته، قال السيد هاني السعودي، صاحب "مكتب السعودي" للصرافة أيضاً إن هناك طلباً على تحويل الدينار إلى دولار يمكن اعتباره فوق العادي. لكنه أكد ان الأمر لم يتحول إلى اندفاعة عصبية. وقدر السيد السعودي حجم التحويلات المتوقعة ليوم أمس، بين تحويل من الدينار إلى دولار وتحويلات بالدولار إلى الخارج بنحو 20 مليون دينار، مشيراً إلى أن ذلك يشمل المصارف والصيارفة. وقال إن هذا الاندفاع رفع سعر صرف الدولار ازاء الدينار بما نسبته نصف إلى واحد في المئة.