قال مصرفيون وصيارفة أردنيون إن التطورات السياسية الأخيرة في قمة الهرم السياسي في المملكة لم تؤد إلى تحويلات كبيرة من الدينار الأردني إلى الدولار كما كان متوقعاً. واتفق هؤلاء على أن مغادرة العاهل الأردني الملك حسين إلى الولاياتالمتحدة بعد تعيينه نجله الأكبر الأمير عبدالله بدلاً من شقيقه الأمير حسن، لم تحدث اقبالاً على تحويل الدينار إلى دولارات كما حدث عندما غادر الملك إلى مستشفى "مايو كلينك" في الولاياتالمتحدة للعلاج في الصيف الماضي، وان سعر صرف الدينار في أسواق الصرافة في عمّان لم يرتفع إلا بنسبة لا تذكر. وقال مكتب هاني السعودي للصرافة، وهو من أكبر مكاتب الصرافة في عمّان، ل "الحياة" إن طلبات تحويل الدينار إلى الدولار لديه لم تزد إلا بنسبة ضئيلة بين أول من أمس وأمس، وان سعر صرف الدينار زاد بنسبة ضئيلة. وأوضح ان سعر الصرف كان يراوح بين 710 فلسات و711 فلساً. وأكد ذلك مكتب مشربش للصرافة الذي اعطى الأرقام نفسها، مشيراً إلى أن شيئاً غير عادي لم يحدث في هذا المجال. وقال إن مكتبه لم يشهد إقبالاً كبيراً على تحويل كميات كبيرة من الدنانير إلى الدولار، مشيراً إلى ان عدد الذين طلبوا تحويل مبالغ تزيد على 10 آلاف دينار إلى دولارات لم يزد على أصابع اليدين. وكانت الحكومة اتخذت عام 1995 قراراً بربط سعر الدينار بالدولار بواقع 708 فلسات لكل دولار للشراء و710 للبيع. وهذا هو السعر الذي تعتمده المصارف والمؤسسات الرسمية. أما مكاتب الصرافة فإنها تختلف في الأسعار التي تعتمدها بهامش لا يزيد في أفضل الأحوال على العشرة فلسات بالمقارنة مع المصارف. وقال مصرفي في "البنك العربي" ل "الحياة" إن المصرف لم يشهد طلبات لتحويل الحسابات بالدينار إلى الدولار إلا ضمن الحدود العادية التي كان عليها الأمر مند أشهر. وكانت مغادرة العاهل الأردني إلى الولاياتالمتحدة للعلاج من سرطان الغدد اللمفاوية في تموز يوليو الماضي أدت إلى إقبال كبير على تحويل الدينار إلى دولارات في أسواق الصرافة في الأردن، وكذلك في المصارف، وذلك قلقاً على صحة الملك. وقدر حجم المبالغ المحولة آنذاك بنحو 200 مليون دولار، وهو رقم كبير بالمقاييس الأردنية. وأكد المصرفي ان ما حدث في الصيف الماضي لن يتكرر، مذكراً بأن سعر الفائدة على الدينار الأردني في المصارف يساوي نحو ضعفي سعرها على الدولار.