قال رئيس دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية الدكتور حسن ابو لبدة ان اكثر المتضررين من انخفاض قيمة الشاقل الاسرائيلي امام الدولار، هو قطاع الموظفين الذين يتلقون رواتبهم بالعملة الاسرائيلية، وستكون له آثاره القاسية على المواطن الفلسطيني عموماً. وتوقع ابو لبدة، في حديث الى "الحياة"، بقاء الرواتب والاجور على حالها، فيما سيطرأ ارتفاع كبير على الاسعار، التي يقيسها التجار بأسعار الدولار. ويعتبر الشاقل الاسرائيلي العملة الاكثر تداولاً في المناطق الفلسطينية في شراء السلع والمواد الاساسية، فيما يشكل الدولار الاميركي والدينار الاردني عملتي القياس الرئيسيتين، وفي التعامل في الصفقات الكبيرة والاساسية. ووصل سعر الشاقل الى ادنى مستوياته خلال الايام القليلة الماضية، بعدما قرر المصرف المركزي الاسرائيلي تحويل الشاقل الى عملة قابلة للتداول عالمياً، وتعويم سعره في مقابل العملات الرئيسية، اذ قفز سعر الدولار من 3.5 شاقل للدولار الى نحو 8،3 شاقل. وشهدت اسواق اسرائيل والمناطق الفلسطينية تهافتاً كبيراً على شراء الدولار والعملات الصعبة الاخرى اثر قرار المصرف المركزي واعلانه انه لن يتدخل في تحديد سعر الشاقل. ويقدر خبراء اقتصاديون وماليون فلسطينيون وجود نحو ثلاثة بلايين شاقل اسرائيلي و500 مليون دينار اردني في الاسواق الفلسطينية. ورأى المدير العام ل "بكدار" الدكتور محمد اشتية ان المستويات المعيشية لمعظم الفئات الفلسطينية، خصوصاً العمال والموظفين ستتدهور بشكل كبير، بسبب ثبات الرواتب على قيمتها الاسمية بالشاقل، فيما تشهد الاسعار ارتفاعاً حاداً. وأحدث تراجع قيمة الشاقل مقابل الدولار، ارتباكاً كبيراً في الاسواق الفلسطينية، وأثار نزاعات حادة في شأن صفقات تجارية "أبرمت بالعملة الاسرائيلية، خصوصاً تلك التي تعتمد على الشيكات المؤجلة. وأوقف عدد كبير من التجار تنفيذ تلك الصفقات، فيما لجأ بعضهم الى اجراء "تسويات عادلة". وتوقع ابو لبدة تسارعاً في تدني المستوى المعيشي للفلسطينيين، وانضمام فئات جديدة الى خط الفقر. وطالب السلطة الفلسطينية بالتدخل لضبط رفع الاسعار، خصوصاً ان 90 في المئة من المعاملات التجارية الفلسطينية تجري بالشاقل. وقال: "اننا نتلقى اللكمة تلو الاخرى من دون ان نتمكن من التدخل". وأوقف كثير من المصارف العاملة في فلسطين التعامل بالشاقل بيعاً وشراء، في حين امتنعت محلات الصرافة عن بيع الدولار، "انتظاراً لجلاء الامور". ودعا اشتية الفلسطينيين الى عدم ادخار الاموال بالشاقل، والى تشجيع عمليات الاستثمار المولدة للتصدير للحصول على العملة الصعبة. الى ذلك، دعا وزير المال الاسرائيلي يعقوب نئمان الاسرائيليين الى "عدم التخلص من الشاقل بأي ثمن"، في محاولة للحد من الاقبال المتزايد على شراء الدولار والمارك الالماني وعملات اخرى، ولوقف تدهور سعر العملة الاسرائيلية في مقابل العملات الاخرى.