تبلغ احتفالات السوريين ذروتها في اليومين المقبلين قبل فتح صناديق الاقتراع يوم الاثنين لاجراء الاستفتاء العام على ولاية رئاسية خامسة للرئيس حافظ الاسد. لكن من المقرر ان تستمر الاحتفالات بعد اعلان النتائج الثلثاء المقبل حتى بدء الولاية الرئاسية الجديدة في 13 الشهر المقبل. ويشهد يوما السبت والاحد اكبر تظاهرتين في دمشق لهذه المناسبة، اذ ان الاستعدادات جرت لتظاهرة شعبية كبيرة وكرنفال حافل يشارك فيه العمال والفلاحون واعضاء النقابات والجمعيات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة. وكان الفلسطينيون خرجوا يوم اول من امس في مخيم اليرموك في مسيرة تأييد للاسد. وليست هذه المرة الاولى التي تنظم احتفالات لمناسبة اجراء استفتاء للرئيس الاسد، ذلك انها حصلت في سنوات 1971 و1978 و1985 و1992. لكنها اتخذت هذه السنة اشكالاً مبتكرة وجديدة لم تكن موجودة في المرات السابقة، وبمشاركة الجميع من القمة الى القاعدة ومن الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، وبشكل منظم اعطى الفرصة للجميع كي يعبر عن رأيه. ونصب تجار كبار ومسؤولون ووجهاء في أحياء في شوارع المدن الرئيسية، وخصوصاً في دمشق، مضافات كبيرة، فتحت على مدار 24 ساعة، قدم فيها الطعام والشراب والحلويات مع إلقاء الخطابات وعقد حلقات الدبكة والرقص فرحاً بهذه المناسبة. وكان المسؤولون يتنابون على المرور على هذه المضافات. وسجلت وسائل الاعلام الرسمية مشاركة رئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي ووزراء آخرين في الرقص والدبكة الشعبية. وتواجد في بعض هذه المضافات نحو سبعة آلاف شخص بشكل يومي. وتكفلت شرطة المرور ترتيب سير مواكب التأييد في شوارع العاصمة. وخرجت عشرات المواكب التي تضم مئات السيارات التي علقت عليها صور الاسد ونجله الدكتور بشار واعلام سورية ولحزب "البعث" الحاكم، وكتبت عليها شعارات التأييد والولاء. ورفع معظم سكان الابنية والمحلات التجارية الصور والاعلام واضاؤوا محلاتهم في الليل، وعلقوا لافتات كبيرة في الشوارع تدور حول كلمتي "الاسد للأبد". كما خصصت شركات اعلانات الطرقات في دمشق، كل وسائلها الاعلانية لهذه المناسبة. وتنافست في ما بينها على تقديم افضل الاعمال الفنية المستوحاة من هذه المناسبة. واستعان فؤاد جبري بفنانين تشكليين كبار وبارزين لرسم لوحات وصور للاسد رفعت على مساحات كبيرة للمرة الاولى في شوارع دمشق. واجرت مؤسسة اخرى تشكيلات ضوئية في سماء العاصمة. وخصصت اذاعات محلية لبث الاغاني الوطنية. ونظمت وزارات ومؤسسات الدولة الندوات والمؤتمرات للحديث عن افكار الاسد وجهوده في كل قطاع من القطاعات. وجرى توقيت تدشين عدد من الانجازات مع هذه المناسبة. وتحدث عدد من كبار المسؤولين العرب والسوريين عن انجازات الاسد. وأحيا الشاعران جوزيف حرب وطلال حيدر للمناسبة امسيات شعرية على مدرج جامعة دمشق.