نُظمت الاحتفالات بترشيح الرئيس حافظ الاسد لولاية رئاسية خامسة كي تستمر الى يوم الاستفتاء في 8 شباط فبراير المقبل. ولا يكاد يمر يوم من دون أن تجري مسيرة تأييد كبيرة في احدى المدن السورية يخرج فيها المواطنون الى الشارع تعبيراً عن تأييد الترشيح ودعماً للرئيس الاسد. بالنسبة إلى المحافظات كان يوم أمس دور محافظة السويداء، وستعقبها محافظات درعا وحمص والرقة. وعلى مستوى الوزارات خصص يوم امس لوزارات المواصلات والعدل والتموين. وكانت محافظة دمشق دشنت هذه الاحتفالات عندما نزل نحو ثلاثة ملايين شخص من الشوارع الرئيسية في المدينة وصولاً إلى ساحة الأمويين التي تحاط بأبنية حضارية مهمة: الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، ودار الاوبرا الوطنية ومكتبة الأسد الوطنية. وكان مواطنو المدن المجاورة لدمشق، عجّلوا في الاحتفال ونزل آلاف العمال والفلاحين والطلاب إلى قلب العاصمة، حاملين معهم لافتات التأييد والدعم للأسد تحت عنوان واحد هو: "نعم للأبد". وكانت القيادة القطرية لحزب "البعث" ابلغت البرلمان في الشهر الماضي قرارها بالاجماع ترشيح الاسد لولاية دستورية خامسة تبدأ في 13 آذار مارس المقبل وتستمر سبع سنوات. ويتوقع ان تستمر المسيرات الاحتفالية الى ما بعد الاستفتاء واعلان النتائج في البرلمان في التاسع من الشهر المقبل. وفيما غطت الاعلام والصور واللافتات والانوار مناطق البلاد كافة، خصصت وسائل الاعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة معظم مساحاتها الزمانية والمكانية لنقل آراء زعماء وقادة ومفكرين بالرئيس الأسد. وبعدما خصصت "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم نصف صفحتها الاعلى لنشر عبارة: "الحسكة تبايع قائد الوطن"، نقلت عن صحيفة "الاندبندنت" البريطانية: "لا احد لديه المهارة والحنكة السياسية أكثر من الأسد الذي برهن على ذلك بوضع شروط المحادثات مع اكثر الرؤساء نفوذاً في العالم"، فيما كتبت "واشنطن بوست" الاميركية ان الرئيس السوري "هادئ لا يبدي الانفعالات العاطفية وذو تكتيكات سياسية خاصة". وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش قال بعد لقائهما في جنيف في العام 1991 انه وجد الأسد "جذاب الشخصية لكن النقاش معه كان صعباً". وعُرف عن الأسد قدرته على إدارة المفاوضات وعدم كشف أوراقه التفاوضية لاعدائه مع تصميم على الوصول الى اهدافه. وتعود آخر تجربة مهمة الى نيسان ابريل 1996، عندما عسكر وزراء الخارجية الروسي والاميركي والايراني والفرنسي ومبعوث الاتحاد الاوروبي في دمشق لترتيب "تفاهم نيسان" بعد عملية "عناقيد الغضب" التي أمر بها رئيس الوزراء الاسرائىلي السابق شمعون بيريز في جنوبلبنان. ونتيجة ادارة الاسد المفاوضات واصراره استطاع حجز مكان للفرنسيين في مجموعة مراقبة التفاهم رغم معارضة الجانبين الاميركي والاسرائىلي. يذكر ان الأسد تولى الحكم بعد قيام "الحركة التصحيحية" في 16 تشرين الثاني نوفمبر العام 1970. وقاد مع الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات حرباً ضد اسرائىل في السادس من تشرين الأول اكتوبر 1973. وبعد اول استفتاء في العام 1971، اعيد انتخاب الاسد في الأعوام 1978 و1985 و1992.