ما إن أعلن وزير الداخلية الدكتور محمد حربة فوز الرئيس حافظ الاسد بولاية دستورية خامسة بغالبية ساحقة، حتى انطلقت في أنحاء البلاد كافة جولة أخرى من الاحتفالات الرسمية والشعبية يتوقع ان تستمر الى بداية الولاية الرئاسية في 13 آذار مارس المقبل. وأبلغ الدكتور حربة نتائج الاستفتاء الى رئيس مجلس الشعب البرلمان السيد عبدالقادر قدورة. ونقلت مصادر رسمية عن قدورة وحربة قولهما ان يوم إجراء الاستفتاء "كان يوماً تاريخياً في حياة سورية والامة العربية". وكان وزير الداخلية أعلن في مؤتمر صحافي نتائج الاستفتاء، وقال ان اكثر من 961،8 مليون شخص شاركوا في "الواجب الوطني" من أصل نحو 101،9 مليون شخص يحق لهم الاستفتاء وان عدد الذين قالوا "نعم" بلغ 96،8 مليون شخص اي بنسبة 987،99 في المئة، مقابل 219 شخصاً قالوا "لا"، و917 ورقة باطلة وجدت في الصناديق الاقتراعية البالغة 11143 صندوقاً، علماً ان عدد سكان سورية حسب قيود وزارة الداخلية يبلغ 459،17 مليون نسمة. وكان الاسد فاز في استفتاء العام 1991 بنسبة 142،99 في المئة من الأصوات. وأوضح حربة ان اكثر من 065،76 الف شخص شاركوا في الاستفتاء عبر القنصليات والسفارات المنتشرة في الخارج، مقابل 008،169 الف شخص اقترعوا في 26 مركزاً انتخابياً انتشرت في لبنان. وكانت الحكومة قررت إرجاء الاستفتاء الذي كان مقرراً يوم الاثنين، حداداً على العاهل الاردني الملك حسين. وعزا وزير الداخلية، الذي لم ينم ليل اول امس، السرعة في ظهور النتائج الى "استخدام التقنيات العالية وارسال المحافظين النتائج والجداول عبر أجهزة الفاكس". وسئل عن أسباب ارتفاع عدد المشاركين في الاستفتاء، فأجاب: "ان الجماهير تتعلق بالاسد وتعتبره رمز الامل والاستقرار والامان كلما مرت الايام، لذلك فإننا نرى ان التعلق بالاسد يزداد يوماً بعد يوم. ونتمنى من الله ان تكون هناك استفتاءات أكثر وأكثر". يذكر ان عدد الناخبين في استفتاء نهاية العام 1991، بلغ 193،786،6 اقترع منهم 992،727،6 شخصاً. وقال وزير الداخلية ان الاستفتاء كان على "المنجزات الكثيرة التي تحققت منذ تسلم الاسد بعد الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني نوفمبر 1970"، مشيراً الى بعض المنجزات مثل "اقامة النظام الديموقراطي والتعددية الحزبية والسياسية"، اضافة الى "المبدئية والثبات والالتزام الكامل بالمصالح القومية". واشار الى دور الاسد في "عودة لبنان سليماً معافى بعد حرب مريرة، وفي تصحيح المسار العربي". كما اشار الى ان "سورية الاسد جعلت من السلام العادل الشامل خياراً استراتيجياً ليس لسورية وحسب بل لكل العرب". وبعد اعلان النتائج مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون، انطلقت مواكب السيارات في شوارع المدن. كما ارتفعت اصوات الاذاعات المحلية، ونزل الاف المواطنين الى الشوارع والى المضافات التي انتشرت في الشوارع. وأقام عدد من المسؤولين والتجار الولائم والحفلات في هذه المناسبة. و كان أكبر الحفلات قيام رئيس مجلس ادارة "مجموعة ماس الاقتصادية" فراس طلاس بدعوة آلاف الصناعين والمسؤولين الى حفلة حضرها وزير الدفاع العماد اول مصطفى طلاس ووزير الصناعة المهندس احمد نظام الدين ورئيس اتحاد غرف التجارة الدكتور راتب الشلاح. وقال طلاس ان المواطنين قالوا "نعم بالدم للاسد الذي جعل من سورية التي كانت دولة تتقاذفها رياح التغيرات الدولية والاقليمية، دولة تنعم بالاستقرار. ولو لم تأت العناية الالهية بالاسد لكانت سورية الى الآن دولة صغيرة تتقاذفها الأقدار". مشيراً الى ان الرئيس السوري "وضع حداً للمهرولين على أقدام العدو الصهيوني". ونوه الشلاح بپ"التعددية الاقتصادية التي تنعم بها البلاد". وبالتزامن مع كلمات أغان تمجد الاسد ونجله الدكتور بشار، وقال الشلاح: "سعيدون بأن الدكتور بشار سيكون الى جانب الاسد في هذه المرحلة المقبلة التي تشهد جملة من التحديات على الساحتين العربية والدولية".