قال بدر إسلام وهو رجل أعمال سابق يبلغ من العمر 49 عاماً، أمام المحكمة العليا في ادنبره الاسكوتلندية أمس الاربعاء، انه أدلى ببيان محلَّف كاذب أمام محامٍ في أيار مايو 1997، بعدما عرض النائب البريطاني المسلم محمد سروار عليه خمسة آلاف جنيه استرليني لكي يدلي بهذا البيان. وقال اسلام أمام المحكمة انه فيما كان هو وسروار البالغ من العمر 46 عاماً وطارق مالك، وكيل سروار في حملته الانتخابية، ينتظرون مجيء المحامي لمقابلته، قال سروار مازحاً: "اذا جاءت الشرطة الى هنا فسنذهب نحن الثلاثة الى السجن معاً". ولم يكن سروار يعلم لدى مقابلته المحامي، ان اسلام كان يحمل معه سراً، مسجلاً للصوت أعطاه له صحافيون. وكان اسلام يدلي بشهادته في محاكمة سروار بأربع تهم بما في ذلك الاحتيال ومحاولة عرقلة مجرى العدالة والتقليل من حجم ما أنفقه في حملته الانتخابية التي أوصلته الى مجلس العموم البريطاني عام 1997. ودخل سروار المجلس كممثل لحزب العمال عن منطقة غوفان الانتخابية في مدينة غلاسكو في اسكوتلندا. وكان بدر اسلام منافس سروار في هذه الانتخابات لكنه كان مرشحاً عمالياً مستقلاً. ومن التهم الموجهة الى سروار انه رتب اضافة أربعة أسماء على نحو احتيالي الى اللوائح الانتخابية أسماء المقترعين قبل الانتخابات. وفي البيان المحلَّف الكاذب الذي أدلى به اسلام أمام المحامي، عزا التلاعب باللوائح الانتخابية الى مرشح آخر في تلك الانتخابات البرلمانية هو بيتر باتون. وفي العاشر من أيار مايو 1997، نشرت صحيفة ال "سكوتسمان" مقالاً بعد مرور بضعة أيام على انتهاء الانتخابات البرلمانية العامة، أشارت فيه الى "المقترعين الاشباح" وعرَّضت بذلك نجاح سروار في تلك الانتخابات للخطر. وفي الرابع عشر من الشهر نفسه، قال سروار لإسلام ان قيادة حزب العمال ترغب في بيان محلَّف أمام محام عما حصل بالفعل، وعرض عليه خمسة آلاف جنيه استرليني لكي يدلي بتهم باطلة ضد باتون، لكن اسلام أخبره بأنه لا يرغب في أي مال. وعندما وصل اسلام الى منزله بعد الاجتماع في مكتب المحامي، اتصل به هاتفياً محرر من صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" وقال له: "سمعت بأن أمراً غير عادي يجري بينك وبين السيد سروار". ويذكر ان سروار هاجر الى المملكة المتحدة من باكستان وأصبح مليونيراً من طريق نشاطه في المجال التجاري. وتعكس محاكمته الخلافات المريرة التي تعصف بفرع حزب العمال في مدينة غلاسكو وبأوساط الجالية الآسيوية في تلك المدينة. ويمتهن السيد اسلام، البالغ من العمر 49 عاماً لعبة الكريكت. وهو الى ذلك رجل أعمال أعلن إفلاسه مرتين. وفي المرة الثانية، أي في 1991، كان مديناً بعشرة آلاف جنيه استرليني لشركة سروار التجارية يونايتد هولسيلرز. وهو دين لم يسدده حتى الآن.