شنّت طائرات حربية اسرائيلية امس غارة على شمال القطاع الشرقي، في وقت نعى "حزب الله" ثلاثة من عناصره سقطوا في مواجهات مع القوات الاسرائىلية قبل ثلاثة ايام. فقد أعلن ناطق عسكري اسرائىلي ان طائرات حربية استهدفت "مواقع معادية في شمال القطاع الشرقي" في الجنوب. وفي المقابل، أعلن بيان ل"حزب الله" ان مقاتليه "تمكنوا من تحرير أجساد ثلاثة شهداء سقطوا في مواجهات خاضتها المقاومة الاسلامية ضد قوات الاحتلال في منطقة الطيبة - وادي السلوقي قبل ثلاثة ايام وعادوا بهم الى المناطق المحررة بعد سلسلة مواجهات وعمليات على محاور عدة". وأوضح ان مجموعة من المقاومة هاجمت ليل اول من امس قوة مشاة اسرائىلية في محيط الطيبة واشتبكت معها وأوقعت في صفوفها اصابات. واضاف "لدى محاولة موقع العملاء جيش لبنان الجنوبي في الطيبة التدخل لمساندة القوة المذكورة، استهدفته المقاومة ودمّرت دشمة رئيسية مشرفة على منطقة العملية". وأفاد بيان الحزب ان مروحيات اسرائىلية تدخلت في المواجهة وان المقاومة تصدّت لها وأربكت تحرّكها ومنعتها من تحقيق أهدافها. وأشار الى عمليات اخرى نفّذها الحزب في موقع الدبشة ومنطقة وادي السلوقي - النبطية حيث سحبت جثث المقاتلين الثلاثة، وهم حسن محي الدين حمزة 24 عاماً من الجميجمة وايهاب حيدر مدلج 23 عاماً من تمنين التحتا وربيع ابراهيم مرزوق 16 عاماً من بيروت. وكان اعلام "حزب الله" ركّز في اليومين الاخيرين على أحد مقاتليه "هادي السيد حسن" الذي كان برفقة الشبان الثلاثة هؤلاء، ونجا من رصاص الاسرائىليين الذين طاردوه حتى بالمروحية، من دون ان يتمكنوا منه، واستطاع العودة الى المناطق المحررة جريحاً. وعرض تلفزيون "المنار" مشاهد نقلاً عن التلفزيون الاسرائىلي لعملية المطاردة هذه. وعاد نائب الامين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الجريح هادي في مستشفى الرسول الأعظم وهنأه "بعودته المظفّرة بعد انتصاره على أرفع تقنيات العدو الجوية والبرية". وقال "رأينا الطائرات الحربية الاسرائىلية والمدفعية والكوماندوس وكل القوات البرية التي حشدوها تطارد شاباً واحداً، وعلى رغم ذلك خرج منتصراً ويمكن ان نطلق عليه "الشهيد الحي"، وقد نقل ان الطيران الحربي بقي 35 دقيقة قبل ان يقصف المنطقة الحرجية التي كان فيها، ومن يراقب التصوير الجوي الذي بثّه تلفزيون العدو يلاحظ فرقاً واضحاً بين تاريخ الصورة المنشورة من طائرة الاستطلاع وهي في الساعة 41،13 والصورة التي قصف فيها الطيران وهي 16،14 أي 35 دقيقة قبل ان يقصف العدو، ولم تجرأ قواته خلالها على التقدم من الحرج أو الاقتراب من المقاوم البطل. وهذا الشريط المركب يبيّن مدى إرباك العدو ويعتبر فضيحة اعلامية تظهر عدم وجود تنسيق حقيقي بين أجهزة الاحتلال المختلفة، وخوف جنود العدو وعجزهم عن مواجهة شباننا المصممين على مواصلة الجهاد حتى التحرير وروحيتهم العالية التي تتجاوز كل القوات والحشود". واضاف "ان هذه العملية للشهيد الحي تلازمت مع الاداء البطولي للشباب اللبناني وللشباب الجامعي ولأهلنا الصامدين حيث ذهبوا جميعاً الى أرنون ليقولوا كلنا مقاومة وكلنا لهذا الوطن ولا فرق بين واحد وآخر الا بمقدار الجهاد والتضحية، ويجب ان تخرج اسرائيل ذليلة. وبدلاً من تحويل أرنون مادة مفاوضات تحوّلت مركزاً للتحرير لتعطي درساً ان في إمكاننا ان نحرر والا نخضع لشروط العدو والطروحات الاميركية الداعية الى قيام تفاوض".