بغداد، نيويوركالأممالمتحدة، لندن - أ ف ب، رويترز - أكدت لندن ان طائرات بريطانية وأميركية اغارت امس على اهداف عسكرية في جنوبالعراق، وذكرت بغداد ان الغارات ادت الى جرح 23 مواطناً. وفي موازاة ذلك اعلنت لجنة تقويم نزع الاسلحة العراقية للدمار الشامل ان بغداد سلمت اللجنة وثيقة في ما اعتبر بداية حوار مع مجلس الأمن. وقال سيلسو اموريم مندوب البرازيل لدى الأممالمتحدة رئيس اللجنة ان الوثيقة "خطوة نحو استئناف حوار" مع مجلس الأمن. وان العراق وجه اليه الدعوة لزيارة بغداد، لكنه قال ان هذا الامر يجب بحثه اولاً مع المجلس. وشكلت اللجنة في 12 من الشهر الجاري بعضوية عشرة من موظفي ومفوضي لجنة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بإزالة اسلحة العراق للدمار الشامل التي تولت هذه العملية طوال نحو ثمانية اعوام. ومن المقرر ان ترفع تقريراً الى المجلس في 15 نيسان ابريل. والهدف من تشكيلها هو تجاوز الأزمة السياسية داخل مجلس الأمن المنقسم بشدة في شأن العراق واستئناف الحوار معه. وتوقفت عمليات نزع اسلحة العراق منذ سحبت اللجنة الخاصة مفتشيها من بغداد في منتصف كانون الأول ديسمبر قبل ساعات من بدء هجمات اميركية وبريطانية استمرت اربعة أيام على اهداف عراقية. وقال ديبلوماسيون مطلعون على تقرير نزع الاسلحة العراقية الجديد انه لم يتطرق الى ميادين جديدة. مناقشة الوثيقة لكن اموريم قال ان اللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعتا اعضاء لجنته على الموقف وسلمتا تقارير مكتوبة، مشيراً الى انهم سيناقشون الوثيقة العراقية قريباً. وأضاف "انها وجهات نظرهم واعتقد اننا ما دمنا سمعنا وجهات نظر الوكالتين اللتين تقومات بالتفتيش عليه فمن العدل ان ننظر ايضاً في هذه الوثائق". ولجنة نزع الاسلحة واحدة من ثلاث لجان تتولى تقويم سياسة الأممالمتحدة تجاه العراق. واختتمت دورتها الأولى امس وستعقد اجتماعاتها مجدداً في 22 آذار مارس المقبل. واللجنة الاخرى تعنى بالنظر في المشاكل الانسانية وستجتمع غداً وبعد غد. وستجتمع الثالثة الأربعاء والخميس المقبلين وهي معنية بمصير كويتيين وسجناء آخرين وممتلكات استولى العراق عليها اثناء احتلاله للكويت الذي استمر سبعة اشهر من آب اغسطس 1990. وتضم لجنة نزع السلاح اعضاء سياسيين وخبراء تقنيين ومن المرجح ان تعكس بعض صور الخلاف في السياسات التي أدت الى انقسام مجلس الأمن. وتبنت روسيا وفرنسا والصين موقفاً اكثر تعاطفاً مع العراق من الولاياتالمتحدة وبريطانيا. الغارات على جنوبالعراق وفي لندن، أفادت وزارة الدفاع ان طائرات بريطانية وأميركية قصفت امس اهدافاً عسكرية عراقية في جنوب البلاد رداً على اطلاق الدفاعات الجوية العراقية النار على طائرات الحلفاء. وقال ناطق باسم الوزارة رداً على سؤال عن المعلومات التي اوردتها "وكالة الانباء العراقية" الرسمية عن ان 23 شخصاً اصيبوا بجروح خلال الغارات: "اننا نختار اهدافنا بدقة وهي عسكرية حصراً ونستخدم اسلحة تحكم تعمل بالليزر". لكنه اوضح انه لا يملك تقريراً مفصلاً عن نتائج الهجوم. وأضاف الناطق البريطاني ان "كل طائرات التحالف الاميركي - البريطاني عادت الى قاعدتها في ختام هذه الغارات صباح السبت". وذكر ان الغارات نفذت "رداً على انتهاكات سابقة لمنطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق"، مشيراً الى ان هذه "الانتهاكات" جرت مساء الجمعة عبر اطلاق الدفاعات الجوية العراقية النار على الطائرات التي كانت تراقب تلك المنطقة. بغداد وفي بغداد افادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية ان 23 عراقياً اصيبوا بجروح نتيجة غارات الحلفاء، ونقلت الوكالة عن ناطق عسكري باسم قيادة الدفاع الجوي ان "11 تشكيلاً معاديا" من الطائرات اخترقت حرمة اجوائنا الوطنية" ونفذت "28 طلعة جوية ضد اهداف مدنية وعسكرية". وأضاف "ان هذه الغربان السود حلقت فوق مناطق في محافظات ميسان والبصرة وذي قار والنجف والمثنى وقصفت مواقع عسكرية ومدنية في محافظة ميسان وأدى القصف المعادي الى جرح 23 مواطناً لم يحدد ما اذا كانوا من المدنيين او العسكريين. وأوضح ان الطائرات وهي من طراز "اف - 14" و"اف - 15" و"اف - 18" تدعمها طائرات الرادار "اواكس" اخترقت الاجواء العراقية منذ الساعة الخامسة والربع بتوقيت غرينتش وغادرتها عند الساعة السادسة وثماني وثلاثين دقيقة. وأضاف ان المقاومات الأرضية العراقية تصدت "لهذه التشكيلات المعادية وأجبرتها على الفرار". وزادت الحوادث الجوية في منطقتي الحظر الجوي منذ القصف الاميركي - البريطاني الكثيف للعراق من 16 حتى 19 كانون الأول ديسمبر الماضي الذي اوقع العديد من القتلى بحسب بغداد. وتقول وزارة الدفاع الاميركية ان حوالى 20 في المئة من قدرة الدفاع الجوي العراقي اصيبت بأضرار او دمرت نتيجة لعمليات القصف. وكانت آخر غارة شنت الأربعاء وأعلن العراق ان هذه الغارة الاميركية على مواقع الدفاع الجوي العراقي على بعد 50 كلم جنوببغداد اوقعت "العديد من القتلى والجرحى".