جددت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عزم واشنطن العمل من اجل "قيام نظام عراقي جديد"، واعتبرت ان العراق "سيكون في وضع افضل من دون الرئيس صدام" حسين، فيما اكد وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف لپ"الحياة" ان الاضطرابات في بلاده "مجرد اوهام". واتهم الادارة الاميركية بأنها تعد لپ"هجوم بري" على العراق، ورأى ان التلميحات الايرانية الى اتهام بغداد باغتيال المرجع الشيعي آية الله محمد الصدر في النجف "تريد ابعاد الانظار عن القاتل الحقيقي، وهو بين اولئك الذين كانوا يعادون الصدر علناً ويتهمونه بالعمالة" للنظام العراقي راجع ص4. وحمل الصحاف بعنف على رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق محمد باقر الحكيم، وقال في تصريحات الى "الحياة" في عمان ان بغداد حصلت على "معلومات خطيرة وأكيدة في شأن تقسيم العراق"، وستكشف تفاصيلها. وأكد الوزير استمرار الحوار بين الحكومة العراقية و"فصائل كردية" من اجل "اقرار اتفاق جديد للحكم الذاتي" في شمال العراق. وتابع في لهجة تحذير ان المواقف التركية ضد بغداد "ستنهي اي مصالح مشتركة بيننا"، متهماً انقرة بپ"صفقة سياسية مع اميركا" اثمرت عن "تسليم اوجلان". وذكر الصحاف انه سلم الملك عبدالله بن الحسين رسالة من الرئيس صدام حسين اكدت "ضرورة مراعاة المصالح المشتركة للبلدين وتمتين علاقتهما الاخوية". وعما تسرب من احاديث نقلت عن الملك عبدالله "تأييد التغيير في العراق" قال الصحاف: "لم اسمع من جلالة الملك او من اي مسؤول اردني ما يؤيد هذه التصريحات واستوضحت عنها ووجدت انها تحاول تشويه العلاقة بيننا وبين الأردن". وألغى وزير الخارجية العراقي مؤتمراً صحافياً كان متوقعاً ان يعقده في عمان، وعزت مصادر ديبلوماسية عراقية السبب الى استدعاء بغداد الوزير بسبب "وصول مسؤول عربي رفيع المستوى سراً" الى العاصمة العراقية. وعلى صعيد المواجهات اليومية بين طائرات التحالف الغربي والدفاعات العراقية اصدرت القيادة المركزية الاميركية في تامبا فلوريدا بياناً اعلنت فيه ان الطيران الاميركي الذي يراقب منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق هاجم امس مواقع صواريخ ارض - جو عراقية قرب الاسكندرية التي تبعد نحو 30 ميلاً عن بغداد. وأفاد البيان ان ضرب المواقع العراقية جاء رداً على خرق طائرات عراقية منطقة الحظر ونتيجة اطلاق النار من المدافع المضادة للطائرات. ولفت البيان الى ان منذ عملية "ثعلب الصحراء" زادت الخروق العراقية في الجنوب وزادت القوات العراقية قدراتها في المنطقة في شكل "يتناقض مع قرارات الأممالمتحدة". وكانت صفارات الانذار سمعت في بغداد خلال المواجهة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الاميرال انطوني ديموك قوله على متن حاملة الطائرات البريطانية "اينفينسيبل" الراسية في دبي ان طائرات عراقية تنتهك الحظر الجوي فوق جنوبالعراق وتخاطر بالتحليق حتى الحدود السعودية. وأضاف ديموك وهو مساعد قائد القوات البحرية البريطانية في الخليج، ان الطائرات العراقية انتهكت اكثر من مئة مرة، منذ عملية "ثعلب الصحراء" منطقة الحظرالجوي فوق الجنوب وان "هذا يغطي كل انواع الطلعات، بدءاً من الطلعات الصغيرة في منطقة الحظر وصولاً الى الطلعات التي تمتد حتى الحدود السعودية". وأشار الى ان الطائرات العراقية تحلق في منطقة الحظر يومياً تقريباً. وصرح ناطق باسم القيادة المركزية الاميركية في تامبا بأن الطائرات العراقية خرقت في الماضي عمق منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق، لكنه اضاف: "لم أر اي تقرير يفيد انها وصلت الى الحدود السعودية". وزاد ان اعمال الخرق بعمق "كانت نادرة ولا تشكل تهديداً ملموساً للدول المجاورة". في الوقت ذاته جددت الوزيرة أولبرايت عزم الولاياتالمتحدة على المضي في احتواء العراق وعلى العمل من اجل "قيام نظام عراقي جديد يمثل الشعب العراقي ويسمح له باختيار قائد له". وأضافت في شهادة امس امام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ ان الادارة الاميركية مصرّة على ابقاء العقوبات الاقتصادية ضد النظام العراقي الى ان ينفذ تعهداته الدولية، مع العمل لمساعدة الشعب العراقي من خلال برنامج "النفط للغذاء". وذكرت ان واشنطن تعمل مع اعضاء مجلس الأمن "لتطوير اساس يؤدي الى استئناف التفتيش ومراقبة اسلحة الدمار الشامل" العراقية. وزادت: "نعتقد ان العراق سيكون في وضع افضل من دون صدام حسين". وأظهرت افتخارها بأمور عديدة منها اشادة اعضاء اللجنة بها. وكذلك "عندما يقول صدام اموراً سيئة عني، وكان آخر اسم اطلقه عليّ هو المشعوذة، وبالتالي فانني اشعر بالسعادة". في نيويورك عقدت لجنة تقويم نزع الاسلحة العراقية المحظورة اول اجتماع لها في وقت متقدم ليل الثلثاء - الأربعاء وناقش مصير برامج الرقابة المستمرة في شكلها الحالي او في شكل جديد يتفق عليه لاحقاً. وقال رئيس الفرق الثلاثة التي كلفت تقويم نزع السلاح والوضع الانساني، وملف الاسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية، سفير البرازيل سلسو اموريم ان محادثات فريق نزع السلاح تطرقت الى "المسائل الجوهرية ومن المبكر البدء باستنتاجات". وتابع ان "هناك حاجة لبحث الملفات الانفرادية" اي ملفات الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ والنووية "قبل التوصل الى استنتاجات".