بغداد، نيويورك - رويترز -أكدت الأممالمتحدة ان العراق لم ينجح في توزيع كميات كبيرة من الامدادات الطبية التي اشتراها بموجب اتفاق "النفط للغذاء"، وان أدوية قيمتها 275 مليون دولار لا تزال في المخازن. وكتب كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير عن البرنامج الانساني: "أعربت في تقارير سابقة عن القلق المتنامي من التأخر المتكرر في توزيع الامدادات بعد تسليمها الى مخازن الحكومة، وهذا يتطلب عناية ملحة من الحكومة" العراقية. ولفت الى تفهم الأممالمتحدة مشكلات النقل والامداد التي تواجه كل وزارة في العراق، وأضاف: "أوصي الحكومة بأن تسخر الموارد المتاحة لتحقق توزيعاً فعالاً للسلع المتوافرة في اطار البرنامج في كل القطاعات". وزاد انان: "على رغم الاعتراف الكامل بالوضع الصحي والغذائي السيئ في العراق إلا أن بطء توزيع الأدوية والامدادات الطبية على مخازن الحكومة ومنها على المنشآت الصحية مثار قلق حقيقي. وفي 31 كانون الثاني يناير عام 1999 تكدست في المخازن أدوية وامدادات طبية قيمتها 275 مليون دولار". وبموجب المرحلة الأخيرة من اتفاق "النفط للغذاء" سمح للعراق ببيع نفط قيمته 5.256 بليون دولار خلال 180 يوماً لشراء أغذية وأدوية، ولكن نظراً الى انخفاض أسعار النفط قدر أنان العائد الاجمالي للصادرات النفطية العراقية في هذه الفترة بنحو 2.9 بليون دولار. وبعد سلسلة من الحسومات بينها أكثر من 30 في المئة من العائدات النفطية لتغطية التعويضات والتكاليف الأخرى المترتبة على حرب الخليج، يبقى نحو 1.8 بليون دولار لتمويل الامدادات الانسانية و300 مليون دولار لتأهيل المنشآت النفطية العراقية التي تضررت خلال حرب الخليج. ورحب انان بالاجراءات التي اتخذتها لجنة العقوبات للموافقة على استيراد قطع غيار وخفض عدد الطلبات العراقية التي حرصت الولاياتالمتحدة على تجميدها. الى ذلك، طلبت بغداد من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان التدخل لمنع تركيا من غزو شمال العراق مجدداً لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وأفادت "وكالة الانباء العراقية" ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي بعث برسالة الى انان حض فيها الاممالمتحدة على "ان تضطلع بمسؤولياتها وتمنع عدوان تركيا وتهديدها المستمرين للعراق". وطالبت الرسالة انان بأن يتدخل لدى الحكومة التركية لسحب قواتها فوراً من شمال العراق، علماً ان انقره كانت أعلنت انتهاء عملية التوغل الأخيرة. وقال طارق عزيز ان "التوغلات التركية تسببت في خسائر في الأرواح وخسائر مادية تحملها المدنيون الاكراد في شمال العراق"، وطالب بتعويضات. وأشار الى ان الحكومة العراقية تحتفظ بحقها في التعويض عن الأضرار الناجمة عن تلك "الممارسات غير المشروعة". وتوغل آلاف من الجنود الأتراك تدعمهم طائرات في المنطقة الكردية في شمال العراق الاسبوع الماضي، بعدما اعتقلت القوات التركية الخاصة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان. وأشار طارق عزيز في رسالته الى ان العراق يرفض الاعذار التي تسوقها تركيا لشن مثل هذه العمليات، ورأى ان مطاردة مقاتلي الحزب لا تعطي انقره الحق في مواصلة هذه السياسة.