اتسعت دائرة المعارك المندلعة بضراوة منذ الاثنين الماضي بين اثيوبيا واريتريا على امتداد الحدود بينهما، وتحدثت اسمرا امس عن تدمير 31 دبابة اثيوبية الى جانب اسقاط مروحية عسكرية راجع صفحة 6. وفي موازة ذلك، لفتت مصادر افريقية عدة ل "الحياة" الى ان كلاً من دول القرن الافريقي تستضيف عناصر معارضة لدولة اخرى مجاورة، وان هذه التجمعات المعارضة بدأت اخيراً تنفيذ عمليات عسكرية ضد الانظمة المناوئة لها في القرن. ويخشى مراقبون ان تتحول الحرب الاثيوبية - الاريترية الثانية المنطقة كلها الى بؤرة حروب قد تتسع فتتجاوز المعارك بين دولة واخرى وبين تجمعات المعارضة والانظمة المناوئة لها لتشمل النزاعات بين القبائل المنتشرة والتي تمتد عبر حدود دول القرن، خصوصاً ان مقومات النزاعات القبلية في دول القرن لا تزال موجودة، تخبو وتشتعل في اجواء الازمات والحروب. وفي إطار التجمعات المعارضة لاثيوبيا، تتحرك "جبهة تحرير الاورومو" بزعامة غلاسا يلو الى جانب قوات "الاتحاد الاسلامي" في جنوب غرب الصومال المتاخم لاثيوبيا، وكذلك في بلدات حدودية عدة داخل اثيوبيا في اقليم اوغادين الصومال الغربي سابقاً حيث اُفيد اخيراً عن عمليات عسكرية عدة ضد القوات الحكومية في دقحبور وغُدي. كما اندلعت نهاية الشهر الماضي معارك عدة بين جبهة الاورومو والجيش الاثيوبي في منطقة مويال الكينية قرب الحدود الاثيوبية. اما المعارضة الاريترية فتتجمع في اثيوبيا والسودان، وابرزها "حركة الجهاد الاسلامي" الاريترية بزعامة الشيخ خليل محمد عامر الذي اعترف في ايلول سبتمر الماضي للمرة الاولى في الخرطوم بأن حركته تتلقى دعماً مادياً ومعنوياً من الحكومة السودانية في قتالها لاطاحة النظام الاريتري. وفي جيبوتي، لم يستبعد المسؤولو الذين تحدثت اليهم "الحياة" اخيراً استخدام اريتريا "جبهة اعادة الوحدة والديموقراطية" الجيبوتية المعارضة لشن هجمات ضد القوات الحكومية في شمال البلاد. واعلنت هذه "الجبهة" التي يتزعمها احمد ديني احمد اخيراً عن مكمن نصبته للقوات الحكومية الجيبوتية واكدت قتل عشرة اشخاص منها على الاقل. من يدعم من؟ وما هي حجم العمليات الجارية؟ ومن اين تأتي الاسلحة؟ الاجوبة لا تزال غامضة، لكن الاكيد ان المنطقة كلها ستشتعل في حال تواصلت الحرب الاثيوبية - الاريترية. والدول التي يحتمل ان تصل اليها شرارة هذه الحرب قبلياً او من خلال تجمعات المعارضة هي جيبوتي وكينيا والصومال والسودان.