ظهرت مؤشرات في الأوساط الطالبية المغربية الى احتمالات مواجهة حامية بين التيارات الاسلامية والتنظيمات اليسارية، خلال مؤتمر الاتحاد الوطني لطلاب المغرب الذي بدأ اعماله امس. ووصفت مصادر حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي الوضع في جامعات عدة بأنه يرتدي "طابع استفزازات متطرفة" في اشارة الى عزم طلاب ينتمون الى تيارات اسلامية عقد مؤتمر تحت اسم "الاتحاد الوطني للطلاب الاسلاميين المغاربة". وكتبت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" امس ان هذه "محاولة سطو لن تمر". وأوضحت مصادر طلابية ل "الحياة" ان الأمر يتعلق بتزايد الصراعات داخل جامعات عدة على فرض السيطرة على "الاتحاد الوطني لطلاب المغرب" الذي كان تهيمن عليه في وقت سابق تيارات يسارية قريبة من أحزاب المعارضة السابقة، خصوصاً الاتحاد الاشتراكي. وبدا واضحاً ان الطلاب من تيارات اسلامية، خصوصاً جماعة "العدل والاحسان" التي يتزعمها الشيخ عبدالسلام ياسين، بسطوا نفوذهم في أوساط الجامعات، مستفيدين من فترة جمود اجتازها الاتحاد، وذكرت المصادر ان الصراع قائم بين تيارات متباينة، نظراً الى تعدد الانتماءات النقابية في الجامعات المغربية الموزع بين فصائل عدة. وتربط المصادر السياسية بين تصعيد المواجهة وموقف التيارات الاسلامية المتشددة من تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، خصوصاً بعد انتقال أحزاب المعارضة الرئيسية الى تحمل المسؤولية الحكومية، كونها كانت تراهن على دعم فئات الطلاب والمركزيات النقابية. وبدا في الفترة الأخيرة ان نفوذها الى تراجع امام زحف الاسلاميين الذين منعوا في وقت سابق من تنظيم لقاءات سياسية وثقافية كان الاتحاد الاشتراكي يعتزم القيام بها في جامعات في الدار البيضاء، مما تسبب وقتذاك في احداث قطيعة مع الطلاب الاسلاميين. وكانت السلطات المغربية أقرت في وقت سابق اجراءات للحؤول دون استخدام الجامعات لاهداف سياسية. لكن تلك الاجراءات ووجهت بمزيد من الانتقاد. وقال عمداء في الجامعات المغربية ان ضمان السير العادي للتعليم والافساح في المجال أمام التعددية الفكرية وممارسة حرية الانتساب النقابي كان في مقدم أسباب اقرار تلك الاجراءات. وتنظر الأوساط السياسية بقلق الى التطورات في الجامعات المغربية، في حال تصعيد المواجهات بين الفصائل الطلابية المتصارعة، وخصوصاً على مستوى السير العادي للدراسة واحتمالات العودة الى المواجهات. وكانت السنوات الأخيرة عرفت احداث عنف وقلاقل في جامعات فاس ووجدة أدت الى سقوط ضحايا.