بعد أقل من عشرة ايام على تدمير ستة منازل في بلدة أرنون جنوب مدينة النبطية، أقدمت قوة اسرائىلية مؤلفة من 30 جندياً ومدعمة بثلاث جرافات وآليات عسكرية، فجر امس، على تدمير 18 منزلاً على جانبي الطريق المؤدية الى قلعة الشقيف في أرنون، وأشاعت اجواء ذعر ورعب بين المواطنين. وذكر مواطنون من البلدة انهم سمعوا بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس اصوات آليات عسكرية وجرافات استمرت حتى الرابعة فجراً وخرجوا صباحاً ليجدوا بين 16 و18 منزلاً في الحارة الفوقا للبلدة تحوّلت ركاماً. وعُرف من اصحاب المنازل: المسؤول التنظيمي في حركة "امل" في الجنوب خليل حمدان وآخرون من آل خروبي وماروني وعليق وعجمي وقاطباي وبشر وموسى. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية انه اثناء توجه وفد اعلامي صباحاً الى داخل البلدة لتصوير المنازل المدمرة، اطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها من موقع الشقيف على الوفد الذي ضم مراسل صحيفة "التايمز" البريطانية نيكولاس بلانفورد ومراسلين محليين، فاضطر الاعلاميون الى الاختباء في احد المنازل لمدة 15 دقيقة ولما حاول احدهم التوجه الى محيط المنازل المدمرة أطلقت قوات الاحتلال عليه رمايات رشاشة ما اضطر الجميع الى مغادرة البلدة. وبعد ظهر امس ابعدت القوات الاسرائيلية 14 شخصاً من عائلة واحدة من داخل الشريط المحتل عبر معبر زمريا وهم عزيزة موسى وأولادها وزوجاتهم وأولادهم. ودعا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين الحكومة اللبنانية الى تقديم شكوي عاجلة الى مجلس الأمن، ومطالبة لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل بادانة اسرائيل على عدوانها على المدنيين. وقال "اننا نضع هذا الاعتداء الوحشي والبربري على المدنيين امام المجتمع الدولي ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان". وقال رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب محمد رعد "ان المقاومة التي تتصدى للاحتلال الصهيوني لا بد من ان تؤكد قدرتها على معاقبة الغزاة العابثين بأرضنا وشعبنا وستفعل ذلك بوسائلها المناسبة وفي الزمن الملائم، الا ان المجتمع الدولي ينبغي ان يقول كلمته في هذا العدوان وشعبنا اللبناني لن يغفر للئام الدوليين صمتهم المريب والمشبوه حيال ارهاب بهذا المستوى، ولجنة مراقبة تفاهم نيسان معنية بوضع النقاط على الحروف حيال هذا التصرف الصهيوني البربري". وأشار الى "ان حقنا بمعاقبة الصهاينة لن يسقط بمرور الزمن، ولنا في كل لحظة مبرر للرد على الاعتداءات اللئيمة". وقالت النائبة بهية الحريري بعد جولة على فاعليات مدينة صيدا السياسية والروحية انها تشاورت معهم في التهديدات والاعتداءات الاسرائىلية وفي سبل التنسيق بين الهيئات المعنية لوضع خطة للتصدي لأي عدوان يمكن ان يستهدف المنطقة"، داعية الى الحذر "لان حربنا مع اسرائيل مفتوحة". وفي الاعتداءات قصفت قوات الاحتلال امس مزرعة الحمرا وحمى أرنون وخراج يحمر. وحلقت طائرات حربية اسرائيلية في اجواء بيروت وصولاً الى بعلبك خارقة جدار الصوت.