بدأ العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين أولى قراراته الاصلاحية باعفاء عدد من كبار الضباط في القوات المسلحة، بمن فيهم أربعة من مساعدي رئيس هيئة الأركان المشتركة. وأكدت مصادر أردنية موثوق بها ان الملك عبدالله، الذي اعتلى عرش المملكة قبل اسبوعين، أمر أول من أمس بإحالة عدد كبير من العسكريين الكبار على التقاعد من أبرزهم الفريق تحسين شردم رئيس أركان القوات البرية، والفريق حمزة العزب مساعد رئيس هيئة الأركان لشؤون الادارة، والفريق عيد الروضان مساعد رئيس هيئة الأركان لشؤون الاستخبارات، واللواء محمد العبادي مساعد رئيس هيئة الأركان لشؤون الأفراد. ويذكر أن الفريق شردم كان عضواً بارزاً في الوفد الأردني الى مفاوضات السلام مع اسرائيل. وشمل قرار الملك، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، نقل الفريق غازي الطيب، مساعد رئيس هيئة الأركان لشؤون العمليات الى منصب استشاري في الديوان الملكي مساعداً للأمير غازي بن طلال، مستشار الملك لشؤون العشائر. وبعث الملك عبدالله امس رسالة الى ولي العهد السابق الأمير حسن اعرب فيها عن شكره وتقديره للجهود التي بذلها في خدمة الاردن خلال المرحلة الماضية، خصوصاً من خلال المؤسسات التابعة له. وفيما ابلغ الملك عبدالله عمه الأمير حسن ان المؤسسات التي كان يرعاها حققت اهدافها على صعيد التقدم بالأردن في المرحلة الماضية، عهد اليه في رسالته مهمة الاستمرار في رعاية "المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا" في المرحلة المقبلة من اصل 12 مؤسسة كان يشرف عليها في السابق، من بينها الجمعية العلمية الملكية ومؤسسة آل البيت والمعهد الديبلوماسي والمركز الجغرافي الملكي. وقالت مصادر أردنية رسمية ان الملك عبدالله سيجري تعديلاً قانونياً ليتمكن الأمير حسن من الاشراف على المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا الذي تعود رئاسته لولي العهد بحسب القانون. واعتبرت ان رسالة العاهل الاردني تشير الى الغاء صلاحيات الأمير حسن في الاشراف على بقية المؤسسات التي كانت تشكّل امتداداً لنفوذه في السابق. واعتبرت المصادر ان التغييرات الكبيرة في أوساط القوات المسلحة تشكل أول خطوة يقوم بها الملك الجديد على صعيد الاصلاحات و"المراجعة الشاملة" التي كان دعا اليها العاهل الراحل الملك حسين قبل اسبوعين من غيابه وبدأها بعزل شقيقه الأمير حسن من ولاية العهد. وكان الملك عبدالله قال في حديث الى "الحياة" انه ينوي مواصلة المراجعة. وتوقعت ان تشكل هذه الخطوة منطلقاً لاجراءات واسعة قد تشمل الديوان الملكي والحكومة في المرحلة المقبلة. وأشارت هذه المصادر الى أن التغيير الكبير في القيادات العسكرية "يجدد الثقة" برئيس هيئة الأركان المشتركة المشير الركن عبدالحافظ مرعي الكعابنة. وذكرت بأن الملك الراحل قال في رسالة وجهها الى الأمير حسن غداة تنحيته من ولاية العهد انه اضطر الى "التدخل من فراش المرض لمنع التدخل في شؤون الجيش العربي بالتغيير الذي بدا لي كأنه استهدف تصفية حسابات واجراء احالات على التقاعد لاكفاء مشهود لهم بالولاء وتاريخهم ناصع بالبذل والعطاء وفي طليعتهم المشير الركن رئيس هيئة الأركان المشتركة". وأضاف: "استخدمت صلاحياتي كقائد أعلى للقوات المسلحة لمنع ووقف أي اجراء ارتجالي بحق الجيش قد يؤدي الى شرذمته وتسييسه". ويعتبر قرار الملك عبدالله بإحالة عدد من كبار العسكريين على التقاعد، والذي لم يعلن عنه رسمياً، أهم قرار يتخذه منذ اعتلائه العرش في السابع من شباط فبراير الحالي. وتوقعت مصادر سياسية ان يواصل برنامج الاصلاحات الواسعة واجراء تغييرات في المناصب العليا في الديوان الملكي والحكومة في الأسابيع المقبلة. الأردن والسعودية في الرياض، التقى وزير المال السعودي الدكتور ابراهيم العساف امس الوفد الوزاري الاردني الذي ضم وزير الدولة لشؤون التنمية طاهر كنعان ووزير المال ميشيل مارتو ووزير التخطيط نبيل عماري، في حضور نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية محمد الصقير، ووكيل وزارة المال للشؤون الاقتصادية الدكتور حمد البازعي". وقال مكتب وزير المال السعودي ان البحث تناول "تعزيز اواصر التعاون الاقتصادي بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها". والتقى الوفد مساء وزير التجارة الدكتور اسامة فقيه. وصرح الوزير كنعان بأن زيارة الوفد الاردني "تهدف الى شكر السعودية على المشاعر الحميمية، وشكر لتشريف ولي العهد السعودي سمو الامير عبدالله، المملكة الاردنية للعزاء، وتقدير تلك المشاعر التي ابداها الامير عبدالله واظهرها كل المسؤولين السعوديين، ولاستئناف الاحاديث التي جرت بين سموه وجلالة الملك عبدالله الثاني بخصوص فتح آفاق جديدة للتعاون المؤسس والمستمر بين البلدين، واستكشاف امكان دفع مسيرة التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين على كل الصعد". واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان البحث بين الوفد الاردني والمسؤولين السعوديين يتناول تقديم الرياض إلى عمان نفطا باسعار تفضيلية. ولفتت الى ان "اقدام السعودية على دعم الاردن اقتصاديا يعزز استقراره السياسي، ويساعده على اتخاذ مواقف سياسية مستقلة في التعامل مع العراق".