اعتبرت مراجع سياسية ومراقبون في عمّان أمس أن الرسالة التي بعث بها ولي العهد الأردني السابق الأمير حسن إلى العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين ستساهم في وضع حد للتكهنات باحتمال مغادرته البلاد في ضوء تنحيته عن ولاية العهد قبل أسبوعين. وقالت إن الرسالة تظهر أيضاً استعداد الأمير حسن للقيام بدور مساندة للملك عبدالله وولي عهده الأمير حمزة، مما يشير إلى أنه تجاوز مشاعره الشخصية ازاء الرسالة التي بعث بها إليه الملك حسين لدى تنحيته، ووجه له فيها انتقادات لأسلوبه في إدارة شؤون المملكة خلال فترة غيابه للعلاج في الولاياتالمتحدة. وجاء في رسالة الأمير حسن إلى الملك عبدالله: "اقف أمام الله والوطن وشعبنا الابي عضداً وأخاً لجلالتكم ولسمو ولي عهدكم، لن اضن عليكما بمحبة أو معرفة أو مساندة". نص الرسالة ص4 وأشار مراقبون إلى أن من المتوقع أن يبعث العاهل الأردني في وقت قريب رداً على رسالة الأمير حسن، قد يرسم فيها الإطار العام لدور ولي العهد السابق في المرحلة المقبلة. ويقول مقربون من الأمير حسن إن الملك عبدالله قد يسند إلى ولي العهد السابق مسؤولية الاشراف على ملف العلاقات الدولية، بما فيها العلاقات الأردنية - الإسرائيلية. لكن المراجع السياسية استبعدت أن تسند للأمير حسن مهمات تنفيذية أو حيوية في المدى القريب. وكان الملك عبدالله أشاد في حديث مع "الحياة" بالقدرات التي يتمتع بها الأمير حسن والدور الذي قام به في المرحلة الماضية في خدمة المملكة، بما في ذلك دوره في مساندته شخصياً. وتوقعت المصادر السياسية أن يبدأ الملك عبدالله اعتباراً من بداية الأسبوع المقبل سلسلة مشاورات تستهدف التمهيد لاتخاذ اجراءات واسعة النطاق قد تشمل تشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة الدكتور فايز الطراونة وتعيين رئيس جديد للديوان الملكي بدلاً من الدكتور جواد العناني. من جهة أخرى، أعلن مصدر رسمي أمس في عمّان ان وزير المال السعودي إبراهيم العساف أجرى محادثات مع رئيس وزراء الأردن فايز الطراونة تتعلق بتقديم مساعدة مالية سعودية للمملكة. وقال الوزير السعودي بعد اللقاء إن محادثاته في عمّان "شكلت فرصة ممتازة لبحث الجوانب الاقتصادية بين البلدين"، مشيراً إلى أنه "تم الاتفاق على مواصلة بحث صيغ التعاون مع المسؤولين والوزراء المختصين في وزارتي المال والتخطيط في وقت لاحق". من جهته، قال وزير المال الأردني ميشيل مارتو إنه سيقوم قريباً بزيارة للسعودية برفقة وزير التخطيط نبيل عماري لاستكمال المحادثات هناك. يذكر ان السعودية كانت من أكبر الدول المانحة للأردن قبل الاجتياح العراقي للكويت في 1990، لكن امدادات الدعم توقفت بعد ذلك التاريخ.