نصح الاكاديميون في بلغراد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بالضغط على مجموعة الاتصال الدولية عبر تقديم خطة في مفاوضات باريس تقضي بتقسيم اقليم كوسوفو في مقابل ضم كيان الجمهورية الصربية في البوسنة الى الاتحاد اليوغوسلافي. وتقضي الخطة التي وضعتها اكاديمية العلوم والفنون الصربية ان تحصل بلغراد على مساحة نسبتها 40 في المئة من كوسوفو، تشمل منطقة "ميتوخيا" في شمال الاقليم وغربه والتي تضم غالبية الأديرة والمعالم التراثية الصربية. وتكون المناطق المتبقية من حصة الألبان. وتتشكل اساساً من وسط الاقليم وجنوبه. والمعروف ان الاكاديمية الصربية انشئت عام 1866 بعد استقلال بلغراد التام عن السلطنة العثمانية. وتضم 130 عضواً واعتبرت موجهاً دائماً للسلطة السياسية في "مجال صيانة القومية الصربية". ونشأت فكرة تقسيم كوسوفو عام 1993، عندما كان يرأس الاتحاد اليوغوسلافي الاكاديمي المعروف دوبريتسا تسوشيتش، ومنذ ذللك الوقت شهدت بلغراد ندوات عدة شاركت فيها فاعليات سياسية وثقافية واجتماعية، محلية ودولية، توخت وضع الصيغة العامة للفكرة وتحديد خريطة التقسيم وأسلوب التنفيذ. وأكد بيريشا غروبيشيتش المشرف على نشرة "فيب" السياسية الصادرة في بلغراد ان "التقسيم وارد وله مؤيدون كثيرون باعتباره السبيل الأسلم لتحقيق السلام". ونفت مصادر ديبلوماسية غربية ان يكون وارداً لدى مجموعة الاتصال الدولية موضوع تقسيم كوسوفو لكنه تردد في وسائل اعلام بلغراد منذ اتفاق "دايتون" للسلام في البوسنة اواخر 1995 ان موضوع تقسيم كوسوفو ظل مطروحاً في لقاءات المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك مع الرئيس ميلوشيفيتش على انه "الحل الامثل"، اذا اخفقت وسائل التسوية الاخرى وذلك اسوة بما حصل في البوسنة. وأشار مراقبون الى ان الهجمات الصربية ركزت دائماً على نزوح الألبان من مناطق ميتوخيا واسكان الصرب اللاجئين من كرواتيا في اماكنهم. وكثيراً ما تغاضى "المجتمع الدولي" عن العمليات العسكرية الصربية في هذه المناطق. كما لم يستبعد المراقبون ان يكون تدخل 20 الف جندي لحلف شمال الاطلسيس الذي يتردد حالياً في المناطق الجنوبية من الاقليم وجعلها ملاذاً آمناً للسكان الألبان، يؤدي في نهاية المطاف الى ترشيح التقسيم في كوسوفو. وأشير الى ان الحزب الاشتراكي الحاكم في البانيا متواطئ مع مسألة التقسيم ولا يمانع في انضمام 60 في المئة من اراضي كوسوفو التي ستخرج عن مجال السلطات الصربية الى البانيا. ويرجح المراقبون ان تكون جهات دولية فوتحت بالتقسيم اضافة الى الولاياتالمتحدة وخصوصاً روسيا وفرنسا وايطاليا. ويرفض الألبان اي حديث عن التقسيم. وأبلغ مصدر قيادي في الحركة الوطنية الألبانية "الحياة" ان الالبان "سيختارون البقاء تحت رحمة الصرب اذا خيّروا ما بين الوضع الحالي والتقسيم".