قال كريس سميث، وزير الدولة البريطاني للثقافة والاعلام والرياضة في خطاب خلال اجتماع لمجلس اللوردات مساء أول من أمس الاربعاء ان على الغرب ان يتذكر "فضل الاسلام على ثقافته"، وأضاف ان "الاسلام مليء باللمسات الجمالية والنظام والأعراف التي تشكل جزءاً من ثقافتنا البريطانية اليوم". وانتقد سميث الأفكار غير الموضوعية التي يحملها البعض عن الاسلام، وقال انه من الخطأ ربط الاسلام بالأعمال الإرهابية التي يقوم بها بعض الموغلين في التطرف من الاسلاميين. وكان الوزير البريطاني ضيف الشرف في الاجتماع الذي نظمه اللورد نزير أحمد، وهو أول عضو مسلم في مجلس اللوردات البريطاني، احتفالاً بصدور كتاب يحمل عنوان "الإسلام اليوم"، والذي كتبه البروفسور أكبر أحمد الاكاديمي الباكستاني المعروف والذي له مساهمات في مجالات البرامج التلفزيونية والأفلام. وقامت بنشر الكتاب دار "ا.ب. توريس" التي يرأس مجلس ادارتها ايراج باغرزاد الذي قال ان قدرات أكبر أحمد العظيمة في مجال التوعية تعني ان الكتاب سيساعد على انحسار مخاطر "صراع الحضارات". وجاء حديث السيد سميث في اطار سياسة حكومة العمال الرامية الى تحسين العلاقات مع الجالية الاسلامية. وخلال الشهور الأخيرة، قام وزير الخارجية روبن كوك والداخلية جاك استرو بإلقاء خطب عن الاسلام، ومنذ اسابيع قليلة تحدث رئيس الوزراء توني بلير مشيداً بالإسلام خلال حفلة أقيمت في مجلس العموم احتفاء بانتهاء شهر رمضان. وقال سميث ان نفوذ مليون ونصف المليون مسلم في بريطانيا، أصبح يتضح باضطراد، مشيراً الى احتفالات الأشهر الستة حول "الاسلام وبريطانيا" التي افتتحها رسمياً وزير الدولة للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت، مضيفاً ان المجلس البريطاني سيعقد مؤتمراً خلال نيسان ابريل المقبل لإلقاء الضوء على العلاقة بين بريطانيا والإسلام. واللورد نزير أحمد 42 عاماً رجل أعمال من أصول كشميرية. وهو أحد عضوين قام توني بلير بتعيينهما في مجلس اللواردات، اما العضو الآخر فهي البارونة بولا اودين التي قالت في الاجتماع نفسه ان مساهمة المسلمين في المسيرة السياسية من الأهمية بمكان، وان انتخاب عمدة مسلم لمدينة لندن فكرة جيدة. وكان من بين المتحدثين مقدم البرامج الفنية في الاذاعتين المسموعة والمرئية اللورد ميلفين براغ واللورد جيفري آرشر، النائب المحافظ السابق في البرلمان والذي يقوم بحملة دعائية لانتخابه كعمدة لمدينة لندن. وقال البروفسور أكبر أحمد في خطابه ان البروز العالمي للاسلام يشكل أحد أهم ملامح هذا القرن وان العلاقة بين الاسلام والغرب أصبحت في مفترق الطرق. وأشار الى المشاكل العديدة في الأقطار الاسلامية حيث يوجد القليل جداً من روح الاسلام الداعي الى التسامح وضبط النفس، كما يوجد الكثير من انتهاكات حقوق الانسان. وتحدث أيضاً عن مناطق مثل البوسنة وكوسوفو وفلسطين وكشمير، حيث يعاني المسلمون الذين يتطلع شبابهم الى التغيير.