استيقظت تركيا صباح امس على مفاجأة مدويّة بدت بمثابة صدمة، لكنها الصدمة"الايجابية" لأتراك يعتبرون حزب العمال الكردستاني، كما تصفه انقرة، منظمة"ارهابية". واعتقال زعيم الحزب عبدالله اوجلان شكل مفاجأة على رغم اصرار السلطات التركية على تسلمه وملاحقته، وهي كانت تأكدت ان اي دولة اوروبية لن تسلمه خشية ان تتحمل مسؤولية المضاعفات، علماً ان جاليات كردية كبيرة تعيش في عواصم اوروبا الغربية. وبعدما اعلن رئيس الوزراء بولند اجاويد صباحاً اعتقال اوجلان ونقله الى تركيا، قطعت شبكات تلفزيونية ومحطات اذاعية تركية برامجها لتركز على تغطية الحدث. وظهر مذيعون وقد ارتسمت ابتسامات على شفاههم، واجروا مقابلات مع مختصين، وانتقل بعضهم الى الشارع لرصد رد فعل المواطنين في انقرة واسطنبول، وهؤلاء او معظمهم عبروا عن سعادتهم ودانوا الارهاب. في انقرة رفع بعضهم اعلاماً تركية كبيرة على مبانٍ، وتجمع في مركز المدينة رجال ونساء يحملون صور ابنائهم الجنود الذين قتلوا خلال المعارك مع حزب العمال الكردستاني. بعض النساء كن يصرخن ويطالبن بمعاقبة المسؤول عن ذلك، فيما مواطنون آخرون عبروا عن افتخارهم بالدولة التركية. وعرضت محطات التليفزيون لقطات لأوجلان خلال مقابلات صحافية او مع قوات حزبه اثناء التدريب، وسجلت احدى المحطات تحت صورته 1984 - 1999 كأنها تعلن نهاية فصل في تاريخ تركيا.