استقبل الملك فهد بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالقادر باجمال، وامين عام رئاسة الجمهورية في اليمن اللواء عبدالله البشيري. واجرى باجمال والبشيري محادثات قبل ذلك مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، ومع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز . وكان باجمال والبشيري وصلا امس الى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، واستقبلهما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ووزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان. وقال باجمال في تصريحات لپ"الحياة" في الرياض أن الهدف من زيارته هو اجراء "المزيد من المشاورات حول القضايا المشتركة بيننا والمملكة العربية السعودية". ولفت الى ان محادثاته "تركزت بدرجة خاصة كالمعتاد على القضايا الحدودية والنظر في الاشياء المعلقة وكيف نستطيع ان نشكل رؤية مشتركة حول القضايا المعلقة". واضاف: "تبادلت والامير سعود الفيصل وجهات النظر حول مجريات الوضع العربي بصورة عامة وخصوصا بعد اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة والطريقة التي نستطيع فيها ان نعمل شيئاً بصورة ايجابية". وسألت "الحياة" باجمال عن تقارير صحافية تحدثت عن خلاف صحافي بينه وبين رئيس الحكومة اليمنية الدكتور الارياني، فأجاب: "لا أساس لهذه الأنباء من الصحة على الاطلاق، بالعكس، نحن والدكتور الارياني فريق متكامل ويكمل بعضنا بعضاً وليس هناك ما يثير حتى الشكوك في العلاقة بيننا، فأمور الحكومة ماشية بشكل جيد، ونعرف من طبخ هذه الأنباء". وعندما سألته "الحياة"، هل يمكن ان يكون هناك ولو خلاف طبيعي في وجهات النظر بينكما؟ قال: "لا يوجد خلاف أبداً، نحن من مدرسة واحدة انا والدكتور الارياني كلنا اشتغلنا في مدرسة التنمية والاقتصاد وعملنا سوياً في المجالات كلها وحيثما ما كان الدكتور عملت معه، وليس لدينا أي ازدواجية في العمل". واضاف: "ان الصياغة التي صيغت أخبار الخلاف فيها بها نفس ونكهة المعارضة، وكانت المعارضة سربت خبراً سابقاً كهذا، وحاولت اشاعة مثل هذه الاخبار، لكنني استغرب ذلك. ويبدو ان الذي كتب هذه الأمور لا يعرف اليمن أبداً، أنا أشك ان من أشاع هذه الاخبار يفهم اليمن وطريقة تركيبتها وادارة السياسة والسلطة فيها. بالعكس أنا مرتاح ان المعارضة بهذا الشكل الغبي قالها ضاحكاً". وعن تصريح نسبته صحيفة المانية الى باجمال ونقلته وكالات الانباء الاحد الماضي، جاء فيه ان "معظم عملات الخطف تتم لحساب قوى أجنبية"، وسئل عن هذه القوى فأجاب: "أنظروا الى الخريطة، فسترون من هم جيراننا"، وسألته الصحيفة ما اذا كان يقصد المملكة العربية السعودية، فأجاب "لم أذكر هذا الاسم وافضل ان أقطع لساني" على ان أذكره. سألت "الحياة" الوزير اليمني عن ذلك فقال: "والله أنا نفسي فوجئت شخصياً بهذا التصريح ويبدو انه كلام مبتسر كان أثناء زيارة وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر لليمن لكني لا أذكر بالضبط هذا التصريح، لأني لم أقابل صحافياً المانياً من هذه الصحيفة، وابتسار الكلمات بهذا النحو يوحي بما لا يمكن ان يوحى به على الاطلاق، وأنت تعرف أني أعطي الاشياء حجمها الطبيعي، ونحن عندنا مشكلة حقيقية مع البريطانيين في مسألة السياح ورغم ذلك كله اعطيت توجيهات بتجميد أي مشكلة بيننا وبين بريطانيا رغم المحاكمات الجارية فلا نفتح باب الاعلام على الآخرين رغم وجود مشكلة، فهناك اناس يحملون جوازات سفر بريطانية وهم من مواليد بريطانيا يحاكمون لدينا ومع ذلك ما أردنا ان نقحم الاعلام كثيراً في هذا الأمر، وما دامت المسألة تحولت الى القضاء فالقضاء هو الفيصل". وأكد باجمال انه "دائماً حريص على العلاقات المشتركة الجيدة بيننا وبين الجيران ومن باب أولى مع المملكة العربية السعودية". وقال: "أرسل لي سفيرنا في برلين التصريح ولم أجد فيه هذا الخلط العجيب، وحتى من باب المنطق ليس من المعقول وأنا وزير الخارجية ان أصرح بهذا الكلام وأنا قادم الى السعودية في موعد محدد، تحدد موعد الزيارة في لقاء الرئيس علي عبدالله صالح والامير عبدالله في عمان على هامش تشييع الملك حسين هذا ليس منطقاً، ولا يحدث مني حتى لو كنت لا أفهم شيئاً في الديبلوماسية!". وفي إجابة عن مسار المفاوضات الحدودية بين الرياض وصنعاء قال وزير الخارجية اليمني: "الامور ماشية، وفي تقديري ان الواجب ألا نستعجل لأن الدفع بالاحداث والاستعجال يجعل الناس تتصور ان المحادثات تسير في وضع حرج، وأنا أرى ان هذا ليس صحيحاً، ما دام الحوار مستمراً والمشاورات جارية في هذا الجانب فأنا مطمئن، والانقطاع أو الجفوة غير موجودة في المفاوضات وهذا مهم جداً".