وصف رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر أمس أقوال بعض وسائل الإعلام اليمنية بأن للسعودية علاقة في الاضطرابات اليمنية الحالية، بأنها "ترهات". وقال ردا على سؤال ل "الحياة" إن "أي صحافي يتحدث بمثل هذا فهو يعبر عن رأيه الشخصي"، مؤكدا ان هذا الرأي "لا اساس له من الصحة"، ويختلف عن رأي الحكومة ومسؤولي الدولة. ووافق النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الشيخ الأحمر في رأيه، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه عقب انتهاء اعمال اللجنة العليا السعودية - اليمنية المشتركة أمس. وقال الأمير سلطان: "انا أؤيد ما تفضل به اخي وزميلي الاخ الشيخ عبدالله الاحمر في أن ما يقال لا يمثل رأي الدولتين ولا يمثل رأي الشعبين الحقيقي ولا يمثل رجالات البلاد أبداً"، مؤكداً أن "اليمن والسعودية اخوان يتعاونان على البر والتقوى في كل المجالات والدليل ما توصلنا اليه الآن". من جهته أبدى نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني وزير الخارجية الدكتور عبدالقادر باجمال أسفه "لأن هناك في اليمن من يطلق كلاماً غير مسؤول"، في إشارة الى تصريحات نسبت الى السعودية علاقة بالاضطرابات في اليمن. وقال باجمال في تصريح الى "الحياة":"لا اعتبر اطلاقاً ان منطلقات هذا الكلام الحرص على العلاقات الاخوية الطيبة بين البلدين". ورداً على سؤال ل "الحياة" عن مغزى اطلاق هذه التصريحات عشية انعقاد اللجنة العليا السعودية - اليمنية المشتركة في جدة، قال: "أنا اعتبر هذا الكلام غير مسؤول لأسباب منها انه جاء في هذا التوقيت، ولأنه يروى على لسان اشخاص ليسوا موجودين في الاجتماعات المشتركة، والمشكلة ان يروي احد ان فلاناً قال كذا في اجتماع كذا والراوي لم يحضر الاجتماع اصلا". وعندما سألت "الحياة" باجمال: هل واجهتم صعوبة في محادثاتكم مع الجانب السعودي خلال اجتماعات اللجنة بسبب هذه التصريحات، قال: "ابداً، الامير سلطان يدرك تماما ابعاد مثل هذا الكلام، ويدرك من هم أولئك الذين يحملون مثل هذه الافكار، ولم نشعر ابداً أن هذه التصريحات كانت لتشوه شيئا في علاقاتنا على الإطلاق"، مؤكدا ان "كل الاجتماعات كانت ودية وجيدة، واجواءها طيبة واخوية". وسألت "الحياة" الشيخ الاحمر عن الوضع الداخلي في اليمن فاعتبره وضع "طبيعي، يحدث في اي دولة كانت، لا سيما في البلدان التي فيها أحزاب وفيها ديموقراطية". وزاد: "اذا اعلنت الحكومة رفع الأسعار لا بد ان تحدث ردة الفعل هذه والمعارضة، لأن لدينا ديموقراطية وتعددية حزبية". واختتمت اللجنة العليا السعودية - اليمنية المشتركة المشكلة بموجب مذكرة التفاهم الموقعة في 26 شباط فبراير عام 1995 أمس أعمال دورتها الثالثة برئاسة الامير سلطان والشيخ عبدالله الاحمر في جدة. وحضرها من الجانب السعودي: الامير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين السيد ابراهيم بن عبدالله العنقري. ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب النفيسة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صالح بن علي المحيا، والسفير السعودي لدى اليمن السيد علي القفيدي. وحضرها من الجانب اليمني: الدكتور عبدالقادر باجمال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير الشؤون القانونية وشؤون مجلس النواب السيد عبدالله غانم، ووزير العدل السيد اسماعيل الوزير، ووزير الداخلية اللواء الركن حسين محمد عرب، والأمين العام لرئاسة الجمهورية اللواء عبدالله البشيري، ورئيس الجانب اليمني في اللجنة البحرية المشتركة السيد حسين علي الحبيشي، وسفير اليمن لدى السعودية الدكتور محمد احمد الكباب. وقال بيان مشترك إن اللجنة "استعرضت خلال دورتها اعمال اللجان المشتركة المشكلة بموجب مذكرة التفاهم". وأبدى الجانبان "ارتياحهما لما تم التوصل اليه بالنسبة إلى أعمال لجان الحدود بين البلدين الشقيقين بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز واخيه رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح والتي كان لها الاثر الكبير والبالغ في تعزيز ودعم علاقات الود والاخاء بين الشعبين الشقيقين". وقال البيان إن اللجنة "تطرقت الى بحث وتقييم لسير العمل في اللجان الأخرى بروح الاخوة والرغبة المشتركة في تذليل كل ما قد يعترض اعمال اللجان المنبثقة عن مذكرة التفاهم من معوقات وصعوبات والدفع بأعمالها للانتهاء من المهام الموكلة اليها وبما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين". وأشار إلى إقرار اللجنة "المواعيد المقررة لاستئناف اجتماعات لجنة تجديد العلامات واللجنة البحرية"، واعتبر أن ذلك يأتي "تجسيداً للتوجه الصادق لدى قيادتي البلدين الشقيقين لتعميق الروابط الاخوية بين الشعبين الشقيقين". وجاء في البيان أن الوفد اليمني عبر "عن خالص شكره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها اثناء زيارته لبلده الثاني السعودية وللروح الاخوية التي سادت المحادثات بينهما". من جهته، قال باجمال ل "الحياة" إن اللجنة العليا "أنهت أعمالها بنجاح كبير وطيب وفي ظل اجواء ممتازة وحركت اعمال اللجان الأخرى واتفقت على قواعد ومبادئ تتبعها اللجان الفرعية في منهج عملها". ووصف ذلك بأنه "انجاز طيب". وزاد: "نشعر اننا اقتربنا اكثر الى ضبط الايقاع الزمني بالنسبة إلى عمل اللجان سواء كانت لجنة تجديد العلامات او اللجان الفنية الاخرى، وهذا مهم جداً"