روى الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الى الزميلة مجلة "الوسط" في 16/11/1998 انه لعب عام 1992 دوراً في وساطة بين الرئيس التركي اوزال وبين الزعيم الكردي عبدالله اوجلان، من اجل الوصول الى حل سياسي للمسألة الكردية في تركيا. ويذكر في هذا الصدد ان ديميريل كان مكلفاً في ذلك الوقت، وفي عهد الرئيس اوزال، بتشكيل الحكومة، وان ديميريل استدعى طالباني لزيارته في منزله، وسأله عن رأيه في القضية الكردية، لأنه يعد من جانبه مشروعاً يعترف بالشخصية الكردية مع اعطاء الاكراد بعض الحقوق. يقول طالباني: قلت لديميريل هذا شيء جيد بالنسبة لكم وللأكراد. ثم سألني عن تأثيري على عبدالله اوجلان فأجبته انه يسمع مني، وسيوقف القتال، وسيعطيكم مهلة للعمل، واعتقد ان الحل السياسي هو الطريق الافضل للجميع، لأن هذا العصر هو عصر الحوار. وقد زرت بعد ذلك الرئيس تورغوت اوزال واخبرته انني سأزور سورية وسألتقي اوجلان، فهل عندكم رسالة له؟ قال اوزال: لو تنصح هذا المجنون - كما كان يسميه - باعطائنا فرصة لحل سياسي. ذهبت الى دمشق، وبعد وصولي اليها، زارني اوجلان في بيتي، وتحدثت معه عن موضوع وقف القتال، فأبدى استعداده من دون شروط… ابلغت اوزال بما دار بيننا، فرحب بالفكرة وطلب مني ان اقنع اوجلان بعقد مؤتمر صحافي يعلن فيه قراره، وعقد المؤتمر الصحافي في البقاع لبنان وحضره العديد من الصحافيين الاتراك، وكنت حاضراً، واعلن فيه اوجلان وقف النار لمدة 22 يوماً. ويتابع طالباني قائلاً: زرت بعد ذلك الولاياتالمتحدة الاميركية، وشجعني المسؤولون فيها على الاستمرار في هذا الاتجاه، ثم زرت بريطانيا وشجعني دوغلاس هيرد وزير الخارجية آنذاك ووعدني بالدعم الكامل، وتوجهت بعد ذلك الى تركيا حيث استقبلني الكثير من المسؤولين بالاحضان، وقال لي ديميريل: نحن لا نتفاوض مع الارهابيين لكننا نرحب بهذه الخطوة الايجابية، وبعد ذلك هنأني الرئيس اوزال وقال لي: اطلب من هذا المجنون ان يمدد الفترة حتى يعطيني فرصة لاقناع العسكريين والناس بايجاد مخرج لهذا الموضوع. وزرت بعد ذلك اوجلان في البقاع ثانية، وطالبته بتجديد فترة وقف اطلاق النار، ولمدة غير محددة، ووافق على ذلك، وعقد مؤتمراً صحافياً جديداً اعلن فيه تلك الموافقة، واستمرت الهدنة الى ما بعد وفاة الرئيس التركي اوزال. ولكن هذه الهدنة، يقول طالباني، انتهت بعد حادث اجرامي، اذ قام "شمدين صافيق" باعتقال 33 جندياً تركياً كانوا عائدين من اجازتهم وقتلهم، مما انهى الهدنة، وقد نصحت اوجلان باصدار بيان يدين هذه الجريمة، ومحاكمة فاعلها، لكنه رفض، وأدى ذلك الى توتير العلاقة بيننا. واختطفت القوات التركية شمدين بعد ذلك.