بدأ وفد من صندوق النقد الدولي يرأسه عضو مجلس الادارة ستانلي فيشر محادثات مع المسؤولين الاردنيين في شأن منح الاردن قروضاً عاجلة لتمكينه من التعامل بايجابية مع دائنين دوليين في نادي باريس. ويستكمل فيشر محادثات اجراها في عمان وفد من الصندوق زار الاردن قبيل وفاة الملك حسين في شأن تمديد برنامج التصحيح الاقتصادي الذي تنتهي المرحلة الاخيرة منه الشهر الجاري. وتتضمن المرحلة الاخيرة تسديد الاردن ما قيمته 331 مليون دولار من الديون المستحقة لدول نادي باريس، تمهيداً لاعادة جدولة ديونه في الاجتماع الذي تعقده دول النادي في باريس الصيف المقبل. وعلمت "الحياة" ان المفاوضات تتركز حول منح صندوق النقد الاردن مبلغاً مقداره 150 مليون دولار، ما يؤهله للحصول على موافقة دول نادي باريس على اعادة جدولة ديونه، ويجعل البنك الدولي جاهزاً لمنحه مزيداً من المقروض لمساعدته في التغلب على الوضع الاقتصادي الصعب. وكان المدير التنفيذي لصندوق النقد ميشال كامديسو وعد بدعم الاردن "نظراً الى العلاقة الوثيقة والمثمرة بين الصندوق وعمان" كما صرح اثناء مشاركته في تشييع العاهل الاردني الراحل. واعرب الاردن اكثر من مرة عن رغبته في تمديد البرنامج، للاستفادة من المزايا التي يقدمها الصندوق للدول التي ترتبط معه ببرامج للتكيف الهيكلي. وتأتي زيارة الوفد الى الاردن في اطار حملة من الوعود التي تعهدت خلالها دول اوروبية وخليجية، ومؤسسات دولية بتقديم مساعدات دولية للاردن الذي يرزح تحت عبء مديونية تبلغ نحو 1.8 بليون دولار. من جهة اخرى، عاد سعر الدينار الاردني الى الاستقرار امام الدولار ليبقى في حدود ضعيفة من الارتفاع عن سعر الصرف الرسمي المحدد من جانب الدولة. وقال مكتب العبدلات للصرافة في شارع الغاردنز، في الشطر الغربي من عمان، ان الاقبال على تبديل الدينار الى دولار تراجع خلال الايام التي اعقبت وفاة العاهل الاردني الملك حسين، وهي ايام عطلة لا يقاس علىها، كما قال. واضاف انه خلال اليومين الماضيين لم تبد اي علامات على اندفاع نحو تحويل الدينار الى دولار لذا حافظ الدينار على سعر صرفه عموماً. وقال ان سعر الدولار بقي بين 710 و711 فلساً خلال اليومين الماضيين مؤكداً ان سعر الدينار في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية حافظ على استقراره ايضاً. وكان سعر الدولار ارتفع امام الدينار في الايام الاخيرة من حياة الملك حسين لكن في حدود معقولة، اذ وصل الى 715 فلساً للدولار في حالات استثنائية. وسعر صرف الدينار مرتبط بسعر صرف الدولار الاميركي بقرار حكومي منذ العام 1995، وهو 708 فلسات للبيع و710 فلسات للشراء، ما يعني ان الزيادة لا تتعدى الواحد في الألف. وأكد قادمون من مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ان سعر الدينار الاردني هناك حافظ ايضاً على استقراره، وانه يباع بالسعر نفسه تقريباً الذي يباع فيه في الاردن. وكانت سلطة النقد الفلسطينية وضعت حداً اقصى لتبديل الدينار في المناطق المحتلة فلا يزيد الدولار الواحد على 715 فلساً. وقال القادمون ان سعر الدولار لم يصل الى الحد الاقصى المحدد سوى في ايام معدودة، وذلك قبل ان يعود الى مستواه العادي وهو 710 - 711 فلساً للدولار الواحد، وهو السعر نفسه الذي يباع فيه في عمان. وقال الصيرفي هاني السعودي ان الدينار الاردني اجتاز اهم اختبار له في الايام الماضية، وهي الايام التي تلت وفاة العاهل الاردني. وعزا استقرار سعر الدينار الى الدعم الكبير الذي وعد به الاردن من جانب الدول الكبرى، ومن دول الخليج العربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية.