ناقش المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين، وفي حضور النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي المتهم بها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الاحتياط كيتل الحايك وآخرون، التقارير الرسمية التي تسلمها من قيادة الجيش والمتعلقة بالموجات المخصصة للقواعد الجوية والترددات المثبتة على أجهزة "جنيفا" اللاسلكية عام 1987. وأبرز حنين في مستهل الجلسة التي بدأت نحو الرابعة بعد ظهر امس، وبسلطته الاستنسابية، سجلين بالعمليات وأجهزة الاتصال في قاعدة القليعات الجوية والمستندات المتعلقة بانشاء قاعدتي مطاري حالات وأدما وأمر الطيران وصوراً عن الحركة الجوية وملصقات الطوافات والبرقيات واستعمال الموجات واستبدالها. وبعدما وضع كل المستندات قيد المناقشة العلنية ووزعها على جهتي الادعاء والدفاع وجعجع، قال "انها ذات طابع سري وهي على مسؤولية كل من استلمها"، محذراً من تسريبها الى الصحف، ثم استدعى مطر الذي اطلع عليها امام المحكمة في حضور وكيله المحامي بدوي ابو ديب، وأفاد مطر "ان الترددات المذكورة في المستندات تتضمن تردداً واحداً كان موجوداً في حالات وتردداً آخر، اما التردد 5،119 فكان في قاعدة القليعات وال3،120 عائد الى مطار بيروت". وعما ورد في سجل العمليات في العام 87 من عطل طرأ على الموجة 1،123 في قاعدة القليعات قال "ان الاتصالات على هذه الموجة كانت ممكنة مع الطيارين السوريين فقط، اما تقنياً فيمكن استعمال كل الموجات لكنه ممنوع قانوناً". وقال "ان الاتصال الذي أجرته قاعدة القليعات كان مع الطائرات السورية وهي تستعمل هذه الترددات بارقام تسلسلية وموجاتها سرية للتجربة مع برج المراقبة، اذ كان يوجد سربا طوافات سورية في القليعات تعمل على هذه الترددات". وعندما طلب المحامي ابو ديب استدعاء الطيار جرجس مطر الذي كان يرافق العميد مطر في طائرته لسؤاله هل مرّت الطائرة فوق زورق في عرض البحر في 13 ايار مايو 1987، أعلنت الرئاسة ان المذكور موجود في القاهرة في دورة أركان عسكرية. وعارضت النيابة العامة الاستماع اليه لقرابته من المتهم، اضافة الى ان الواقعة ثابتة من أقوال المتهم انطوان الشدياق الذي أشار الى وقائع حضور مطر على الزورق اثناء تفجير طوافة الرئيس كرامي. وهنا قررت الرئاسة جلب الشاهد المعاون العملاني لقائد قاعدة القليعات الجوية المقدم عبدالرحمن عبدالرزاق الذي كان استمع اليه في جلسة سابقة ونسف كثيراً من افادة مطر للاستماع اليه في كل التفاصيل، ولتتمكن جهتا الادعاء والدفاع من الاطلاع على المستندات التي ابرزت، ورفعت الجلسة الى الاربعاء المقبل. وبذلك ينهي المجلس المرحلة الثانية من اجراءات المحاكمة بانتهاء سماع الشهود للدخول في المرحلة الثالثة المخصصة لسماع المرافعات.