حصلت "الحياة" على معلومات تؤكد أن زعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري، الذي يعيش حالياً في أفغانستان، زار سراً في بداية العام 1995 الولاياتالمتحدة مستخدماً جواز سفر مزوراً، وجال في ولايات عدة، والتقى أعضاء في التنظيم مقيمين هناك، وجمع تبرعات من مساجد يتردد عليها مصريون وعرب. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها عن تردد الظواهري على أميركا التي وضعت العام الماضي اسمه على لائحة المتهمين في قضية تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. وأفادت مصادر مصرية مطلعة أن قيادياً بارزاً في "الجهاد"، أميركي الجنسية، من أصل مصري، هو خالد السيد علي أبو الدهب المتهم في قضية "العائدون من ألبانيا" كان اعتقل يوم 29 تشرين الأول أكتوبر 1998، أثناء محاولته الخروج من مصر والعودة الى أميركا، اعترف أنه سافر الى الولاياتالمتحدة للمرة الأولى العام 1986 وتزوج من أميركية وحصل على الجنسية وانضم الى "جماعة الجهاد" في العام التالي بعدما جنده قيادي آخر مقيم في اميركا أيضاً هو علي ابو السعود. وأقر أبو الدهب، بحسب التحقيقات معه، أنه التحق بمعهد لتعليم الطيران في مدينة سان فرانسيسكو ثم تلقى تكليفات من أبو السعود العام 1990 بالسفر الى افغانستان. وأقام أولاً في مدينة بيشاورالباكستانية قبل أن ينتقل الى مدينة جلال أباد داخل افغانستان حيث تولى تدريب ثلاثة من عناصر التنظيم على استخدام الطيران الشراعي. ونُقل عنه أن قادة التنظيم الذين كانوا يقيمون في افغانستان طلبوا منه وضع الخطة للقيام بعملية تستهدف إطلاق محكومين من عناصر التنظيم يقضون فترات العقوبة في سجن طرة باستخدام طائرة شراعية تنطلق من جبل المقطم وأنه تولى بالفعل وضع الخطة، لكن الظروف التي مر بها التنظيم لاحقاً حالت دون تنفيذها. واعترف المتهم بأنه عاد الى سان فرانسيسكو بعد شهرين، واقام في منطقة سانتا كلارا وأنه ظل لسنوات يتولى مهمة توصيل المكالمات الهاتفية بين قادة التنظيم المقيمين خارج مصر وبين عناصر الجماعة المقيمين في الداخل، وأن الظواهري هاتفه مرات عدة وطلب منه تدبير وسائل اتصال حديثة تعمل لاسلكياً بينها هاتف يعمل على القمر الاصطناعي مباشرة، وأنه أبلغه أن ثمن الهاتف يبلغ أربعة آلاف دولار. وكشف أن الظواهري زار اميركا بهدف جمع التبرعات في بداية العام 1995، مشيراً الى أنها كانت المرة الأولى التي يلتقي فيها الظواهري وجهاً لوجه وأن زعيم التنظيم جال في ولايات عدة ثم أقام في منطقة سانتا كلارا القريبة من مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، وأن الظواهري التقى خلال الزيارة إسلاميين مصريين وعرباً مقيمين في اميركا وساعده هؤلاء في التردد على مساجد بهدف جمع التبرعات، لكن المبالغ التي جمعها من مسجد النور في سانتا كلارا لم تكن كبيرة كون غالبية المترددين على المسجد من المنتمين الى جماعة "الإخوان المسلمين" التي يناصبها الظواهري العداء. وذكر المتهم أنه إضافة الى أبو السعود فإن أميركيين آخرين من أصل مصري هما الشيقيقان علي وحسن زكي احتفيا بالظواهري ورافقاه في جولاته في اميركا، مشيراً الى أن الاثنين ظلا لسنوات يستغلان وجودهما في اميركا في جمع الأموال وإمداد التنظيم بها. وأوضح أن الأول يعمل طبيباً متخصصاً في أمراض النساء والتوليد ويقيم في سان فرانسيسكو وأن الثاني صيدلي يعمل في شركة أدوية ومقيم في نيويورك. وأوضحت مذكرة أعدتها أجهزة الأمن المصرية أن المتهم أبو الدهب ينتقل بجواز سفر أميركي يحمل الرقم 54876314 صادر من سان فرانسيسكو بتاريخ 12 أيار مايو 1997، مؤكدة أنه كان يتلقى أثناء إقامته في اميركا اتصالات من قادة التنظيم المقيمين في كل من باكستان واليمن والسودان والنمسا وبريطانيا وقطر والامارات والبحرين والبانيا وكندا، وقام بتوجيهها بعناصر التنظيم داخل البلاد بتكليف من القيادي عبدالعزيز موسى الجمل مستغلاً وجود تلك الخدمة في شبكة الهواتف الاميركية، وأنه قام مرات عدة بتوصيل مكالمات للظواهري بعناصر التنظيم داخل مصر وأن قادة التنظيم عهدوا إليه بمهمة تلقي المحررات الرسمية المزورة لإعادة تصديرها الى عناصر الجماعة داخل البلاد لمساعدتهم على تنفيذ العمليات الإرهابية أو الفرار من الملاحقات الأمنية. ونُقل عن أبو الدهب أنه حصل من المتهم أبو السعود على جوازات سفر بجنسيات مختلفة قام بدوره بارسالها الى الظواهري الذي استخدمها في تنقلاته مختبئاً من الرصد الأمني. ولم يكن ممكناً الحصول على تعليق من الذين وردت اسماؤهم في التحقيقات مع أبو الدهب.